المبنيّ على السكوت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سبّورة من معهدك تخلع حائطها.. | تروغ عن عموديّتها | تستدير تترامى على أفق نعشك | رذاذ الطباشير يُعربك.. | مبنيّاً على السكوت | وممنوعاً من الحرف | * * * | نظّارتك الداكنة لا ترى من بعيد | ملّوية المقبرة التي وضّأتْها الصواعق ذات مطر.. | نظّارتك وحيدة تتلطّخ بحمأ الخنجر. | إسطوانات موسيقاك لا تدري | في أيّ دنّ كنتَ تُعتّق حنجرتك | وفي أيّة جرّة تُخبّىء حداءك | أيّها البدويّ الناشف مثل مقالع الرمال | مثل أحجار قصائدك وكؤوس برتقالك | * * * | من بئر مُرّ كنت تسقي براعم حضورك | لذا كانت تبدو على جبينك | ضراوة التأمّل.. | بنّيّةً مائلة لاخضرار الطحالب دائماً | ورغم محاذاتك للأنهار العتيقة | لم تشاغل الطين ببصمة من أناملك.. | لا نخل ولا أثل في خدّيك | وفي عيونك تتلاقح الرؤى | مثلما تتعانق الضفادع في البرك الضحلة | وعلى امتداد هذا الغروب الشاسع.. | زُفرتْ لفقدانك حسرة لاتحثّ على البكاء | ولا تستلزم العويل. | * * * | على أفق السبّورة | نظّارة داكنة وخنجر.. | وغبار من دمك . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمود البريكان) .