-1- |
سناً |
فوقَ هذا الصَّباحِ المُطيَّبِ بالأمنياتِ |
رأيتكِ فوقَ ذراعي، |
كما يتشابكُ حلوُ العناقيدِ مع رقةِ الكَلِماتِ |
سناً |
والعصافيرُ تقفزُ قفزاً أمامكِ |
إن الذي يتبادرُ في ذهنِكِ الطفلِ أجملُ ما في حياتي |
أراكِ تعدينَ هذي العَصافيرَ بالحُبِّ والهَمَساتِ |
- "ألم نتفقْ مرةً يا أبي، |
أن تعلمَني كيفَ أرقصُ مثلَ العَصافيرِِ |
أنظرْ |
أريد لشَعْريَ أنْ تتألقَ أطرافُه |
مثلَها في الظلالِ |
وفي الأغنياتِ" |
أفكرُ:"كيفَ ستهربُ هذي الصغيرةُ منيْ |
إذا جاءَ يومٌ |
وزينها اللهُ بالأجنحةْ |
لتُغرقَ قلبيَ بالحَسَراتِ" |
أخاطبُها:" يا جنينُ، يدايَ تصيرانِ بحراً من الحبِّ |
إن عاشتا في الضياء المُسافرِ في شفتيكِ |
وأشعرُ أنيَ عَبَّئتُ كلَّ سلاليَ بالثمَراتِ.. |
فلا تؤلميني |
بنار الرحيلِ |
وهمهمةِ العَبَراتِ.." |
-"أبي، |
أنتَ تخشعُ دوماً لما أتمنى |
إذن، هل ستجمعُ لي بعضَها بينَ كفَّيَّ |
هل ستحققُ لي رَغَباتي؟ |
أبي، |
صوتُها ساحرٌ |
وتفاصيلُها ساحرة، |
وتحليقها عند وجهيَ يطلقُ لي ضحكاتي" |
بكيتُ وقلتُ:"اتركي للعصافيرِ أفراحَها يا جنينُ |
فإن تألقَها بهجةٌ في السماءِ.. |
وفي الطُرُقاتِ.." |
فقالت: "سأُسقِي براءَتها من شفاهي، |
وأعبثُ مع ريشِها في بحيراتِ صدري، |
وأمنحُها الفرْحَ والبسَماتِ.." |
-2- |
-"ألا يا ابنتي، |
أنتِ رائعةٌ مثلُها |
إنها بعضُ ما يتطايرُ في الكونِ إذ تضحكينا |
وهذا الفضاءُ الكبيرُ تكوَّنَ من مسكِ تغريدِها |
حين توقظُه.. إذ يكونُ حزينا |
فهلا تركتِ لهذي العصافيرِ أفراحَها يا ابنتي؟ |
إنها لا تحبُّ سوى أن تغرّدَ في عالم الحقِّ |
هذا الذي يتشكَّلُ من لغةِ الطيبينا.." |
-" وما فرْحُها يا أبي؟" |
قلتُ:"حريةٌ.. |
وفضاءٌ رحيبٌ |
ورقصٌ يلونُ صوتَ المَساءِ جنونا.." |
* * * |
رأيتُكِ يا طفلتي، |
في الذي سوفَ يأتي |
رأيتكُ في ثورة الثائرينا.. |
سيصبحُ نخلُ العراقِ وجوهاً |
بحريةٍ كالعصافيرِ |
يحملُها الشهداءُ بعشقٍ |
كما تفعلينا.. |
سيأتي صباحٌ.. |
تغنينَ (يا طفلتي) كالفراشةِ |
بين الحقولِ وأحلامِها |
في "جنينا" |
* * * |
تملَّكها الصمتُ |
صارتْ تَعدُّ عصافيرَها من بعيدٍ |
وتمسحُ أحزانَها |
والزنابقََ |
والياسمينا |
بدمعٍ حزينٍ |
يغلّفُ وجنتَها والعيونا.. |
* |
كاليفورنيا - 30 أيار 2004 |