سان فرانسيسكو
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بنتَ المُحيطِ الهادِرِ | أطلقتِ فيضَ مشاعِري | فنظرتُ حوليَ كي أرى | وجهَ الجَمالِ الساحِرِ | وسَمعتُ عندَك في عُباب | الماءِ صَوتَ بواخرِ | ورأيتُ أشرِعَةً على | موجٍ كقلبٍ ثائرِ | والموجُ يحتضنُ الشواطئَ | في حنينِ مُهاجرِ | هبطَ الضبابُ على المدى | كالسُّكَّرٍ المُتناثِرِ | أخفى المحيطََ ووجهَه | العملاقَ تحتَ ستائرِ | بنتَ المُحيطِ ألَستِ | خائفةً تقلبَ غادرِ؟ | * * * | كَفَّاكِ قصرٌ للنوارسِ | والحَمامِ الطائرِ | حَطتْ عليها علَّها | تجِدُ استراحةَ زائرِ | فتنعمتْ بالبردِ | وانطلقتْ أمامَ نواظري | يا جسرَك الذهبيَّ | ينطقُ بالجَمال الآسرِ | كقلادةٍ حمراءَ رُصِّعَ | متنُها بجواهرِ | فحملتِهِ تيهاً وفخراً | مثلَ تاجٍ فاخرِ | * * * | نادمتُ وجهَكِ والمَساءُ | ينامُ فوقَ دفاتري | وأخذتُ أكتبُ هائماً | حتى الصباح الباكرِ | وأسيرُ عبرَ شوارعٍ | رُسمتْ لكلِّ مُسافرِ | فكأنها من شدة | التنظيم فكرةُ شاعرِ | تقفُ البيوتُ بَهيةً | في هيئةِ المتفاخِرِ | أمشي وأبنيةٌ | تلقَّفُني كبوح بشائرِ | قاماتُها رسمت على | الغيماتِ بعضَ دوائرِ | وعلى الجبالِ الشامخاتِ | قضيتُ وقتَ تسامري | والريحُ من حولي تُباغتني | كوحشٍ كاسرِ | في كلِّ يومٍ زرتك | انفرجتْ لديكِ سرائري | ونقشتُ فوق البوحِ أحزاني | وفيضَ مشاعري | متلهفاً، وأجوب ُ | أروقةَ المكانِ الباهرِ | والعشقُ والإعجابُ | والأشواقُ بعضُ خواطري | بنتَ المحيطِ، تألقي | يا فتنةً للناظر | أزِفَ الرحيلُ، وفي المدى | ظلُّ السحابِ الماطرِ | وعلى الدروبِ حمائم | لم ترضَ فضَّ السامرِ | ودعتُ أرضكِ عندَ | ساعاتِ المساءِ الساهرِ | وعلى ثيابي لم يزلْ | بعضُ الرذاذِ العاطرِ | والبدرُ سارَ بصحبتي | حتى يُطيِّبَ خاطري | سأعودُ، قلتُ وسوفَ أنثرُ | في المُحيط أزاهري | سأعودُ يا بنتَ المحيطِ | كعودِ طيرٍ حائرِ | * | كاليفورنيا - 19 تموز 2004 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ناصر ثابت) .