تعالَيْ |
لنجلسَ هذا المساءَ معاً |
ونفضَّ بكارةَ إحدى القصائدِ |
في ساعةٍ |
يتمرغُ فيها سوادُ الظلامِ |
بعطر له نكهةٌ أبدية |
* * * |
صفاءُ القصيدةِ |
يسبحُ فيه الكمالُ |
ألم تسمعي بين هزجِ الحروفِ |
بكاءَ مدينتنا الليلكية؟ |
تعالَيْ |
ولا تسمحي للترددِ |
أن يتقربَ من لحظِ عينيكِ |
ولتبدأي بارتشافِ السكونِ |
لكي أتسلى أنا باقتطافِ السكاكرِ... والفاكهة |
وإن هاجكِ الشوقُ |
للقبلِ المشتهاةِ |
فلا تتركي للبرودِ مكاناً ليأخذه بيننا |
وقولي لنقشٍ تمدد فوق وشاحِكِ |
أن يستعدَّ لمَلْئِ المكانِ بأحلامنا التائهة |
صلاتي على أرضِ خدك |
درسٌ لمن يعشقونَ التصوفَ |
واللثمُ يشبهُ دندنة الآلهة |
* * * |
على وقعِ ذبحِ التفاصيلِ |
يبدأُ حزنيَ |
يبدأ صيدُ اليمامْ |
أقولُ لسحرِ الغموضِ المعتَّقِ |
أينَ سيأخذنا الخصبُ |
والموت مرَّ علينا مرورَ الكرامْ؟ |
سأشتقُّ من مبدأي طفلةً |
وأعلمها أن تقصَّ عليَّ الحكايا بغير كلامْ |
* * * |
لقدْ أصبحتْ كلماتُ القصائدِ أكثرَ نوراً |
فهل يقدرُ الشعرُ أن يمنحَ العمرَ نورَ الصباحِ؟ |
وهل تستطيعُ الخياناتُ صنعَ الثلوجِ؟ |
وهل سيعيدُ البكاءُ البريقَ لزيفِ العواصفِ |
أو لصفيرِ الرياحِ؟ |
خذي خضرةَ القلبِ روضاً لحاضِرنا المستباحِ |
تمنيتُ أن يَعمُرَ الخصبُ أرضيَ |
حتى أعيدَ لعينيكِ |
ما ضاعَ حين كفرنا بآلهةِ الحبِّ |
والرغبةِ الْتتفجرُ عِشقاً، كقنبلةٍ من أقاحِ |
تمنيتُ، |
لكنني ضعتُ في زمنٍ ليس لي |
ووقفتُ ضعيفاً، |
ليكسرَ ظلمُ الحياةِ جناحي |
* * * |
تساءَلتُ |
والنارُ تأكلني ببرودٍ غريبٍ |
ألستُ أنا من تجرأ يوما على دربكِ المستحيلِ؟ |
ألستُ أنا من تفقّهَ بالجمرِ |
واجتاحَ في غمرة العنفوانِ السماءَ بأنشودةٍ من صهيلِ؟ |
ألستُ أنا من تجرأ يوماً |
على سيد القهرِ |
ذاك الذي لا يُثبِّطُ إلا الكُسالى |
فماذا يريدُ التقهقرُ مني؟ |
وماذا تريدُ الجبالُ... أنا لا أهابُ الجبالا؟ |
وماذا يريدُ قراصنةُ الظلمِ |
"أن أعبدَ الحزنَ؟" |
لا.. ألفُ لا.. لا |
* * * |
دموعيَ ممزوجةٌ برؤاكِ البليلةِ |
مخبوءةٌ في سلالِ الظلامْ |
تذكرتُ يومَ أحترقتُ بحبكِ كالطفل مليونَ عامْ |
تذكرتُ حينَ مشينا معاً |
في المساءِ |
وكنا نلاحقُ صمتَ الشوارعِ والأرصفة |
وكانت لنا بقعةٌ |
في مكانٍ قصيٍّ |
توارى بلا خجلٍ خلفَ ذاك الزحامْ |
وفي جعبتي قصةٌ |
مثلُ عصفورةٍ |
تتطلعُ دوماً لتهرب مني |
أخذتُ أفضُّ بكارةَ تلكَ القصيدةِ |
دون التفاتٍ إلى حسدِ الحاسدين |
سألتُكِ في فرحةٍ يومها |
أن تظلي حبيسةَ أحضانيَ الدافئة |
ولا تسمحي للسرابِ المشاكسِ |
أن يتمنى لنا ما يريدْ |
سبقتك دون انتباهٍ |
ركضتُ، ولا زلتُ أركضُ خلفَ سرابِ الوجودْ |
فضِعتُ، |
كما ستضيعُ حروفيَ في كلماتِ القصيدْ |
* * * |
سواحلكِ الرئعاتُ |
وذاك الحوارُ الذي قد يطولُ مع البحرِ |
والأغنياتُ... لها شهوةُ الخصبِ مثل الضيا والورودْ |
ولي لعنةُ المدِّ، والجزرِ، والركضُ خلفَ سراب الوجودْ |
* |
كاليفورنيا – 20 تشرين أول 2006 |