غائباً في ثنايا الربيعِ |
انسحبتُ إلى ليلةٍ تتلألأ فيها كؤوسُ الشرابْ |
ماكراً مثلَ ذئبٍ أليفٍ |
حملتُ على كاهلي وِزرَ كلِّ الذئابْ |
حينَ أصبحتُ أنشَقُ من نهدِها سكرَتي |
صَرَخَتْ |
ربما لانتشاءٍ خفيٍّ |
وأبعَدَتِ الجسدَ البضَّ عنيْ |
فجلجلتِ الرغبةُ المستحيلةُ في أضلعي، والعذابْ |
قلتُ: "لا تجزعي |
سأحوِّلُ نهديكِ |
من فكرتين، إلى رَجْفةٍ في السحابْ" |
قالت:"امسحْ كلامَك بالطهرِ" |
قلتُ:"وماذا عن الشبقِ المتموِّج في كلماتي، |
ألم تسمعي عنه إذ دَسَّه العشقُ تحتَ إهابي وغابْ؟ |
قتلتني الذنوبُ |
وكنتُ تتبعتُ جَرْيَ النبيذِ على رَشْفةٍ دمجتْ |
شفتيكِ بآلهة النار |
والكأسُ ترفُلُ بالأمنياتِ العِذابْ... |
والنبيذُ الذي اختلطتْ روحُه |
بخلاصةِ ريقكِ... |
غنَّى، وصلَّى، وذابْ.. |
صاخباً كانَ نبضُ المكانِ |
وزيتُكِ يقطرُ، ممتزجاً بالخطايا |
ليقفزَ من زهرِ عينيكِ ألفُ شهابْ |
وأنا هائم |
بين ثلج البياضِ |
وبين المصابيح، |
بين المباني التي سكنتْ قربَ عَصْفِ السماءِ |
وعند التقاءِ الهوى والعتابْ" |
* * * |
في يدي |
يهطلُ الزَغَبُ المتناثرُ فوق تضاريسِها |
فتطاردني لعنةُ الحُبِّ بين دروب الفضاءِ |
ويُسْلِمُني الأقحوانُ إلى ما تألَّقَ في ثغرِها من رُضابْ |
بيدي الآنَ |
أمسِكُ أضلاعَها |
قِطَعَاً من سماءٍ تلوَّنَ مَلْمَسُها بالسنا |
وأنا أتتبعُ كلَّ انحناءاتِها باشتهاءٍ |
كأن يدي ريشةٌ غُمِّستْ بالسرابْ |
سألجلجُ نفسيَ عن آية الطهرِ |
سوف أكررُ ما قلتُ أعلاه |
دُوَّامَةٌ هذه أم نزوحٌ إلى منطقِ البحرِ؟ |
أم كانتحارِ الفراشاتِ؟ |
لا بُدَّ منه |
وليسَ له موقعٌ في كتاب التقهقر والإنسحابْ |
* * * |
مَطرٌ عندَ منتصفِ الليلِ |
يمتدُّ حتى مشارفِ حُبي. |
أحبكِ، في كل أجوائِكِ الأنثويةِ |
في الحُزْنِ والرَّقصِ والإكتئابْ |
* * * |
العصافيرُ تفتحُ للشمسِ |
(في الغيم) مليونَ بابْ |
حينها.. |
أرتدي بعضَ نورِ الصباحِ |
وقد اتعطَّرُ من طيبِ إبطكِ |
أخرُجُ للناسِ من بعدِ أن مَسَّني الشِّعرُ |
أكتبُ بعضَ الكلامِ المكهربِ بالصدقِ |
فوقَ سُطور الضبابْ |
غالباً، ما يُدَمِّرُني الشِّعرُ، |
بعضُ القصائِدِ تفضحُني |
كمْ كرهتُ الكلامَ الذي يتستَّرُ خلفَ حجابْ |
لا حجابَ من الموتِ |
لا موتَ إلا وقد أكملَ الناسُ ادوارَهم |
والقصائدُ للشعراءِ كمثلِ المشانقِ |
تلتفُّ حولَ الرقابْ. |
مطرٌ عندَ منتصفِ الليلِ |
حينَ تقاذَفني الحُبُّ، شوقاً إليكِ |
اقتحمتُ حصوناً من الذكرياتِ |
اختفيتُ هناكَ بلا سببٍ |
وصرختُ أحبكِ |
فاخضوضرتْ في المكانِ السهولُ |
وبشَّتْ وُجوهُ الهضابْ |
حُلوتي، |
قد رضيتُ بما تضمرينَ من الظلمِ لي |
أنتِ بنتُ الطبيعةِ |
في كل يومٍ أركِ بشكلٍ جديدٍ |
كأنكِ تستحضرينَ الأعاصيرَ من أرضِها |
وتظنينَ أنَّ العواصفَ يمكنُ ترويضُها في ثنايا الثيابْ |
* * * |
اسمحي لي |
إذا أعجبتكِ القصيدةُ |
أن أتألقَ فوقَ الثريَّا |
وأن أكتبَ آسمكِ وآسميْ على قطَراتِ الندى |
وعلى همهماتِ الكنائِسٍ |
أو صَلواتِ القِبابْ |
اسمحي لي |
إذا أعجبتكِ القصيدةُ |
أن أتلذذَ بالقفز بينَ الكواكبِ |
ممتطياً شهوتي لرُكوبِ الصِّعابْ |
فاقترابيَ من شمسِ عينيكِ |
يشبهُ دوماً ركوبَ الصِّعابْ |
* |
كاليفورنيا - 24 نيسان 2007 |