أرشيف الشعر العربي

أحبكِ، في كل أجوائِكِ الأنثويةِ

أحبكِ، في كل أجوائِكِ الأنثويةِ

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

غائباً في ثنايا الربيعِ

انسحبتُ إلى ليلةٍ تتلألأ فيها كؤوسُ الشرابْ

ماكراً مثلَ ذئبٍ أليفٍ

حملتُ على كاهلي وِزرَ كلِّ الذئابْ

حينَ أصبحتُ أنشَقُ من نهدِها سكرَتي

صَرَخَتْ

ربما لانتشاءٍ خفيٍّ

وأبعَدَتِ الجسدَ البضَّ عنيْ

فجلجلتِ الرغبةُ المستحيلةُ في أضلعي، والعذابْ

قلتُ: "لا تجزعي

سأحوِّلُ نهديكِ

من فكرتين، إلى رَجْفةٍ في السحابْ"

قالت:"امسحْ كلامَك بالطهرِ"

قلتُ:"وماذا عن الشبقِ المتموِّج في كلماتي،

ألم تسمعي عنه إذ دَسَّه العشقُ تحتَ إهابي وغابْ؟

قتلتني الذنوبُ

وكنتُ تتبعتُ جَرْيَ النبيذِ على رَشْفةٍ دمجتْ

شفتيكِ بآلهة النار

والكأسُ ترفُلُ بالأمنياتِ العِذابْ...

والنبيذُ الذي اختلطتْ روحُه

بخلاصةِ ريقكِ...

غنَّى، وصلَّى، وذابْ..

صاخباً كانَ نبضُ المكانِ

وزيتُكِ يقطرُ، ممتزجاً بالخطايا

ليقفزَ من زهرِ عينيكِ ألفُ شهابْ

وأنا هائم

بين ثلج البياضِ

وبين المصابيح،

بين المباني التي سكنتْ قربَ عَصْفِ السماءِ

وعند التقاءِ الهوى والعتابْ"

* * *

في يدي

يهطلُ الزَغَبُ المتناثرُ فوق تضاريسِها

فتطاردني لعنةُ الحُبِّ بين دروب الفضاءِ

ويُسْلِمُني الأقحوانُ إلى ما تألَّقَ في ثغرِها من رُضابْ

بيدي الآنَ

أمسِكُ أضلاعَها

قِطَعَاً من سماءٍ تلوَّنَ مَلْمَسُها بالسنا

وأنا أتتبعُ كلَّ انحناءاتِها باشتهاءٍ

كأن يدي ريشةٌ غُمِّستْ بالسرابْ

سألجلجُ نفسيَ عن آية الطهرِ

سوف أكررُ ما قلتُ أعلاه

دُوَّامَةٌ هذه أم نزوحٌ إلى منطقِ البحرِ؟

أم كانتحارِ الفراشاتِ؟

لا بُدَّ منه

وليسَ له موقعٌ في كتاب التقهقر والإنسحابْ

* * *

مَطرٌ عندَ منتصفِ الليلِ

يمتدُّ حتى مشارفِ حُبي.

أحبكِ، في كل أجوائِكِ الأنثويةِ

في الحُزْنِ والرَّقصِ والإكتئابْ

* * *

العصافيرُ تفتحُ للشمسِ

(في الغيم) مليونَ بابْ

حينها..

أرتدي بعضَ نورِ الصباحِ

وقد اتعطَّرُ من طيبِ إبطكِ

أخرُجُ للناسِ من بعدِ أن مَسَّني الشِّعرُ

أكتبُ بعضَ الكلامِ المكهربِ بالصدقِ

فوقَ سُطور الضبابْ

غالباً، ما يُدَمِّرُني الشِّعرُ،

بعضُ القصائِدِ تفضحُني

كمْ كرهتُ الكلامَ الذي يتستَّرُ خلفَ حجابْ

لا حجابَ من الموتِ

لا موتَ إلا وقد أكملَ الناسُ ادوارَهم

والقصائدُ للشعراءِ كمثلِ المشانقِ

تلتفُّ حولَ الرقابْ.

مطرٌ عندَ منتصفِ الليلِ

حينَ تقاذَفني الحُبُّ، شوقاً إليكِ

اقتحمتُ حصوناً من الذكرياتِ

اختفيتُ هناكَ بلا سببٍ

وصرختُ أحبكِ

فاخضوضرتْ في المكانِ السهولُ

وبشَّتْ وُجوهُ الهضابْ

حُلوتي،

قد رضيتُ بما تضمرينَ من الظلمِ لي

أنتِ بنتُ الطبيعةِ

في كل يومٍ أركِ بشكلٍ جديدٍ

كأنكِ تستحضرينَ الأعاصيرَ من أرضِها

وتظنينَ أنَّ العواصفَ يمكنُ ترويضُها في ثنايا الثيابْ

* * *

اسمحي لي

إذا أعجبتكِ القصيدةُ

أن أتألقَ فوقَ الثريَّا

وأن أكتبَ آسمكِ وآسميْ على قطَراتِ الندى

وعلى همهماتِ الكنائِسٍ

أو صَلواتِ القِبابْ

اسمحي لي

إذا أعجبتكِ القصيدةُ

أن أتلذذَ بالقفز بينَ الكواكبِ

ممتطياً شهوتي لرُكوبِ الصِّعابْ

فاقترابيَ من شمسِ عينيكِ

يشبهُ دوماً ركوبَ الصِّعابْ

*

كاليفورنيا - 24 نيسان 2007

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ناصر ثابت) .


المرئيات-١