جاء الشتاء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
جاءَ الشِّتاءْ | وَاندَفَعَتْ مَرَاكِبُ الغيومِ فِي السَّمَاءْ | قلاعُها السَّوْدَاء يَا حَبيبَتِي أطفأتِ الضِّيَاءْ | وَأغلقتْ نوَافِذ الصَّفاءْ | • | جاءَ الشِّتاءْ | وانشَقَّ سُورُ الشَّرْقِ وانهَارَتْ صُخورْ | حَوَافِرُ الرُّعودِ تجْري فوْقَ مِسْمَعَيْ | وفي سماءِ خاطري تدورْ | وَتقدَحُ الشَّرَرْ | كالسَّيفِ مَسْلولاً يُريدُ خطفَ مُقْلَتَيْ | أرسله القَدَرْ | فلا وَزَرْ | وترتمي أجنحةُ الخيالِ من ذُعرٍ إلى الترابْ | أسرابْ | تتبعها أسرابْ | وَتَختَفِي الأحْلامُ وَالأوْهامُ وَالصُّوَرْ | خلفَ الحجابْ | • | جَاءَ الشِّتاءْ | حَبيبَتِي.. وَيَرْجعُ السُّكونْ | يَنشُرُ فِي الآفاقِ أطيَافاً مِنَ الوُجُومِ وَالشُّجُونْ | وَيختفِي سَيْفُ البَريقِ فِي تجَاعيدِ السَّحَابْ | وَبَعْدَ لحْظتينِ تمْضِيانِ كالدُّهورْ | تنصَدِعُ السُّدودُ تنهَارُ الصُّخورْ | وَتسْكبُ السَّمَاء أنهارًا مِنَ المَطرْ | • | جَاءَ الشِّتاءْ | تسَللتْ عَناكِبُ القنوطِ تبنِي عُشَّها الكَبيرْ | بَابًا يَلوحُ قاتِماً يَسُدُّ مِحْرَابَ الرَّجاءْ | وَقَلبِيَ المَقرورْ | يَرْعَشُ خَلفَ أَضْلُعِي لا يَعْرِفُ الدِّفءَ وَلا الحَنانْ | وَخاطِري الفَقيرْ | مُشَرَّدٌ مُضَيَّعُ الزمانِ وَالمَكانْ | يَلوبُ فِي الضَّبابْ | يَبْحَثُ عَنْ مَاضِيهِ فِي بَعْضِ الذكرْ | وَليسَ إلا الرِّيحُ يَا حَبيبَتِي تُشَاجِرُ الأبْوَابْ | . | 1965 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد موفق وهبه) .