مقصوص الجناح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هَلْ زُرْتَ غُرفَتِيَ القَديمَة..؟ | أَرَأيْتَ شُبَّاكِي الوَديعْ..؟ | وَسِتارَهُ المَنسوجَ مِنْ ضَحِكِ الرَّبيعْ..؟ | يهفو مع النسماتِ يتبعُها ويأبى أن تُنيمَهْ | ويعودُ حينَ تفِرّ منهُ إلى الهُجوعْ | يطوي الجناحْ | وينامُ يَرْتقبُ الرِّيَاحْ | • | قَدْ كانَ إنْ وَلّى النهَارُ يَهيجُهُ شوْقٌ جَدِيدْ | فَيَبيتُ يَحْلُمُ بالصَّبَاحْ | لِيَهُبَّ قبلَ بزوغِهِ مَرِحاً سَعيدْ | كصَبِيَّةٍ في يومِ عيدْ | تاقت إلى الأفراحْ | فيَرفّ يَحتضنُ الشُّعَاعَ كما الفَراشَةُ والأقاحْ | ويُداعبَ النسماتِ مبتهجاًً تجولُ بهِ كلَّ النَّواحْ | • | إني أرَاهُ مِنَ البَعيدْ | مَازَالَ يَنتظِرُ الرُّجوعَ.. وَلا رُجوعْ | كفَّ الجمَاحْ | وَغَفا عَليهِ الصَّمْتُ وَانتَشَرَ الجُمودْ | وجميعُ ما في الغرفةِ الثكلى من المَرحِ المُتاحْ | ولّى وراحْ | وعلى الجدار الحزن يجهشُ دونَ صوتٍ أو دموعْ | حِيناً يُعَذِّبُهُ النَّوَى | وتُمِضّهُ نارُ الجَوى | فيسائلُ النسماتِ عن خِدن له نكث الوعودْ | هجرَ الديارَ: " برَبِّكنَّ متى يعودْ..؟ " | حِيناً يُحَرِّكهُ اشتِياقٌ أنْ يَطيرَ فلا يطيرْ | لو مدّ جنحاً للهوا | لهوى وطاحْ | فالحزن قد أوهى الجناحْ | واغتال روح الطفل من جنبيه مُذْ نزحَ العشيرْ | . | 1964 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد موفق وهبه) .