وَرْدَةٌ فِي حضْنِ قاسـيونَ غَفَـتْ |
نَسَجَتْ مِنْ حُسْنِهَا ثوبَ انشِرَاحِي |
تَسْـجُدُ الشَّـمْسُ عَلـى أَعْتابِهـا |
تَنفضُ الظُّلمَة عَـنْ جَفنِ الصَّباحِ |
وَ الدُّجَى طـرَّزَ مِـنْ نَجْمَـاتِـهِ |
أَحرُفَ الحُبِّ لَهـا ذَيـلَ وِشَـاحِ |
وَ العَصَـافيـرُ مَـدَى آفاقِـهـا |
تَتَـهـادَى فِـي غُـدوٍّ وَ رَوَاحِ |
وَ تُغَنِّـي للـرَّوابـي وَ البِطـاحِ |
لافتِرَارِ الزَّهْرِ فِي ثغـرِ المِـلاحِ |
للشَّـذى يَعْبَقُ مِنْ دربٍ وَ سَـاحِ |
مِنْ رياضٍ نَعِمَتْ فيها الضَّواحِي |
نسَـبَ الحُسْـنُ إلـى غاداتِهـا |
خَجَـلَ الـوَردِ وَبَسْـمَاتِ الأقـاحِ |
.. |
وُلِدَ التـاريـخُ فِـي غوطَتِـهـا |
كُـلُّ حَرْفٍ فيهِ سَـيْلٌ مِنْ جرَاحِ |
كَـمْ شـهيـدٍ حَفِـظ العَهْـدَ لَهـا |
وَهَـبَ الـرُّوحَ بِعِـزٍّ وَسَـمَـاحِ |
لا تَسَـلْ كيفَ سَـكبنا دَمْعَنـا..؟ |
لَهَـبُ البـارودِ مِنْ بَعْضِ النُّوَاحِ |
بَـرَدَى فِـي ضِفتيـهِ لَـمْ يَـزَلْ |
يُشـرِكُ الأطيـارَ في كـلِّ صُداحِ |
مُنشِـدًا لَحْـنَ مَوَاضِيهـا الَّتـي |
رَدَّتِ الأَيّـامَ عَـنْ دَرْبِ الجمـاحِ |
.. |
هِـيَ فِـي شِـعْري حَنيـنٌ مُلهِمٌ |
وَهيَ لِي فِي صَبْوَتِي كَأسِي وَراحِي |
أنـا إنْ قيـلَ: دمشـقُ انفَتَحَـتْ |
جَنَّـةُ الحُـبِّ وَفِـرْدَوْسُ ارْتِياحي |
كَيـفَ يَحلـو لفـؤادي هَجرُهـا..؟ |
هَلْ يَطيرُ الطَّيرُ مَقصُوصَ الجَناحِ..؟! |
يَا شِـراعَ الحُبِّ لا تخشَ الهَـوَى |
سِرْ فبَعْدَ اليومِ لنْ أخشى افتِضَاحِي |
قُــلْ لأمْــوَاجِ هَواهـا: إِنَّنـي |
مُدْنَفٌ لِلسِّـحْرِ ألقيـتُ سِـلاحِـي |
. |
1961 |