كم سألت..!!
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كم سَألتُ النجومْ | عنْ سَناهَا لِمَاذا يُغطى بألفِ وشاحْ | مِنْ أسىً وَوُجومْ ..؟! | أَلِسِرٍّ غريبْ | لا تريدُ تجيبْ..؟! | • | كم سَألتُ الصَّباحْ..! | أين تمضي فلول الضّياءْ | حين تزحف جندُ المساءْ | وتغطي الرّبى والبطاحْ..؟ | • | كم أَطَلَّ على الكون فجرٌ جديدْ | يوقظُ الأطيارْ | بسناهُ البهيجْ..! | فَشَدَت فَرِحاتٍ لميلادِ يومٍ سعيدْ | واطمأنّ النهارْ | وانتشى ضوؤه بالنشيدْ | فتمَطّى وجالْ | في رياض الجمالْ | ثم راحَ يسيحْ | في الفضاءِ الفسيحْ | مُطلِقاً في الرّحابِ جِيادَ النّوالْ | ناثراً لؤلؤاً ونضارْ | في القرى والديارْ | في المروجْ | في حقول الأريجْ | في أعالي الجبالْ | في السفوحْ | فيموجْ | عالمٌ من بهاءْ | ثم يأتي مساءٌ جديدْ | ويُبيدْ | كلَّ حسنٍ فريدْ | • | ويعيث بِفِكري دُوارْ | ويحارْ | للسؤال العَجيبْ: | " أين يمضي الصباحْ..؟ | أينَ يَمضي النهارْ..؟ | والضياءُ البهيجْ | أَينَ وَلّى وراحْ..؟ " | • | كم سَألتُ ابْتِسَامَ الضُّحَى واكتئابَ السَّحَرْ | وارْتِعَاشَ الظلالْ | في اللَّيالْ | حَيْثُ يَسْري القمَرْ | عَبْرَ تِلكَ الحُقولْ | ويَجولْ | هَامِسًا فِي حَفيفِ الشَّجَرْ | قافِزًا مِنْ أعَالِي التلالْ | ناظِراً مِنْ ِشِبَاكِ الغصُونْ | بَاسِمًا سَاخِرًا مِنْ هُمُومِ البَشَرْ | لوْ يُجيبُ السُّكونْ | كُلُّهمْ سَيَقولْ: | " هَكَذا يَا حَزينُ الحَيَاةْ | زَوْرَقٌ مِنْ خَيالْ | نرْتَقيهِ فيَمْضِي إلى الأمنِيَاتْ | ثمَّ يَغرَقُ قبلَ الوُصُولْ | • | فَإذا شِئتَ تَحيا بِدونِ اكتِئابْ | وَتُزيلُ عَنِ القَلبِ ثِقلَ الهُمومْ | وعن الوجه وَحْلَ الوُجومْ | لا تَسَلْ ما وَراءَ الضَّبابْ..؟ | ابتَسمْ لِلحَياهْ | وابتعِدْ عن جحيمِ القَلَقْ | تمشِ فوقَ المياهْ | لا تخافُ الغَرَقْ | ابتسمْ للحَياهْ | مثل بسمتها لك حين أتيتَ الوجودْ | حينَما استَقبَلَتكَ بِحضنٍ ودودْ | بِالرِّضا والسّرورِ، وَبادَرتَها بِالبُكاءْ | . | 1961 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد موفق وهبه) .