عبث الجمال !
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دعيها تغرد لحنها وترجّع | وتمرح ما شاءت وتلهو وترتع |
دعيها تنمق للحياة تحية | وتبعثها لحنا يلذ ويمنع |
دعيها تعبر عن مشوق متيّم | تلج به الذكرى ، فيهفو و ينزع |
دعيها ففي ألحانها الحب ناطق | ومن وحيه تشدو مليا وتسجعُ |
دعيها فقد روعتها وتركتها | مشتتة حيرى تطل وترجع! |
*** | |
عزيزٌ عليها عشها درجت به | فراخا نحيلات تهم فتقعد ! |
يطالعها روح الربيع فتنتشي | ويدهمها قر الشتاء فتجمد |
وتنشق أنفاس الصباح ندية | فتندى ، ويحدوها الرجاء فتسعد |
وظللها في عشها الحب حانيا | عليها قويا منعشا يتجدد |
** | |
فكان لها زادا إذا قل زادها | وروحا وريحانا ولحنا يردد |
*** | |
ويا طالما غنت ويا طالما بكت | سرورا بقرب أو حنينا إلى ذكرى |
ويا طالما ارتاعت لخطب مداهم | فكان لها منجى وكان لها سترا |
وكم ليلة مرت وكم أشرق الضحى | وكم أملت خيرا ، وكم حذرت شرا |
دعيها بمهد الذكريات أمينة | تطيف بها كالومض مسرعة تترى |
دعيها أجل لا تعبثي بشعورها | ولا تحرميها خير ما حفظت ذخرا |
*** | |
وإن لا يكن بد من اللهو فاعبثي | بألبابنا لا بالطيور الهوائمُ ! |
وهبتك إحساسي فما شئت فاصنعي | أمينا لعهدي مخلصا غير نادم |
وقاك الجمال السمح كل ملامة | وعتب فلا تخشي مقالة لائم |
ولكنها الأطيار تلهو بريئة | فما بالها تدهى بفعلة ظالم |
دعيها – فدتك النفس – لا تعبثي بها | فما كان اولاها برحمة راحم ! |
* | |
1929 |