الليلات المبعوثة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أ هو البعث يا ليالي الخلـود ؟ | أم ترى أنت خلقة من جديد ؟ |
أم ترى صورة منك صيغت | بين وحي الإلهام والتجويد ؟ |
يا لياليّ ما أراك سوى أنت | كما كنت مرة في الوجود |
هاهنا والزمان يحلم وسنـا | ن سعيد لها بحلم سعيد ! |
ورنا البدر في حيـاء وديع | وهو راض رضاه طفل وليد |
ورفاقي هم الرفاق ، ونفسي | هي نفسي ، وعالمي ، وعهودي |
ما أرى معلماً تغيّر أو رسما | محته يد الزمان الكنود |
أنت ليلاتنا ! فقصي علينا | كيف أفلتّ من زمان القيود ! |
*** | |
قد تسللن خفية في الظلام | بينما الدهر سادر الأوهام ! |
ثم وافيننا وهن سكارى | حالمات أغرقن في الأحلام |
هامسات لنا : لقد بعث العهد | فهيا من كل لهفان ظام |
فأجبنَ دعائهن سراعاً | وخلعنا دنيا الحجا والحطام |
ورقينا مدارج الخلد و الكو | ن مسجى في غفلة وظلام |
هاهنا كنت منذ عام ولكن | يا لنفسي ، فها هنا أي عام !؟ |
ما أرى للزمان رسماً ! فهذا | كل شيء هنا كرمز الدوام |
إيه ليلاتنا ، أعيدي علينا | قصة الخلد ، فالأماني ظوام |
**** | |
خيم الليل في خشوع رهيبٍ | غير لمح الرؤى ، وخفق القلوب |
وسرينا نرتاد سر الليالي | وهي تفضي بسرها المرهوب |
وتُجلّي لنا زمانا زمانا | وعجيبا وراء ستر عجيب ! |
ومتاعا من الحياة نفيسا | ضمنه آلاف عهد خصيب |
قد رشفنا خلاصة منه تعنى | عن حياة الورى وعيش الشعوب |
وسرى في النفوس معنى جديد | عبرت عنه بالغناء الرتيب |
وتسامت أرواحنا في نجاء | وتهادت قلوبنا في دبيب |
تلك ليلاتنا وهذي صداها | إيه ليلاتنا ؛ اخلدي لا تغيبي ! |
* | |
يونيو 1934 |