خريف الحياة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بكَر الخريف فلا ورود ولا زهور | ومشى الركود فلا نسيم ولا عبير ! |
صمتت صوادحها فما تشدو الطيو | ر بها ، وما تشدو الجدوال بالخرير ! |
وسرى القفار بكل مخصبـة فما | تجد الخصيب بها ، وما تجد النضير ! |
والسحب طافية تغشّى كالستور | وتسير وانية والخطى سير الأسير |
فإذا الحياة يغض رونقها الأسى | وإذا القلوب بها كليم أو كسير ! |
*** | |
والحب! ويح الحب من هذا البكور | غامت عليه سحابة اليأس المرير |
وذوت بجنتهِ أفانين المنى | وخبا بهيكل حسنهِ القبس المنير |
وسها عن التقديس والتسبيح في | محرابه العباد مسحورو الدهور |
ومشوا بساحته كما يمشي الخلي | من الغرام فلا حنين ولا شعور |
هانت شعائره ومس ستورهُ | في جرأة ، غير المقدس والطهور ! |
*** | |
الأرض غير الأرض في دورانها | لتكاد من فرط السآمة لا تدور ! |
والريح غير الريح في جولانها | لتكادُ تكتم في جوانحها الزفير |
والطيرُ غير الطير في ألحانها | لتكاد تنعب بالخراب وبالثبور ! |
والناسُ غير الناسِ في آمالهـا | ليكاد يجثو اليأس في تلك الصدور ! |
بكَر الخريفُ فويلهُ هذا البكور | ودنا المصير فويلهُ هذا المصير ! |
* | |
1934 |