حكمة الفقراء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لسنا بملائكةٍ | ففتوقُ الأسمال الرثة | ليس تمكننا في الريح من التحليق | * * * | نحن الفقراء – ملوك الأبسطة الصوفية – | تحت اوامرنا تسعى افواج العث | ولنا من عُري اضالعنا افرشة ، ولحاف | بسطاء فاعيننا | كقناني الخمر شفيفات | واذا دعستنا قاطرة القهر | لا نتجرأ الا نسب النزف للسع بعوض | * * * | خلف ستارات نوافذنا | تحتفر الأشباح لنا آباراً ، وتموّهها | والموتى يخفون باقنعة الحفل سعادات الأحياء | بعَناء ننحتُ فرحتنا | فوق جبال الأحزان الصخرية | نحن – المهزومين المقتحمين – | لم تهزمنا ثاراتُ البق | بل سلحناها افواجاً | كي تدعمَنا في حرب مجاعتنا | * * * | نحن –رجالَ الخوف – | فينا منه مخالب أوأنياب | نخشى الظالمَ | أن نتنفسَ ما ينقص من حصته بهواء الله | نخشى المجهول ولم نضمن من حاضرنا | أكثر من كسرات عفنة | نخشى الجدران | فللصخر عيونٌ وأذان | ونخاف ايادينا | أن تنسلَّ على الأعناق أوآن النوم لتخنقنا | ليس لنا من درع يدفع عنا النبل | كل الأعين سبطانات | والأحضان رحى | وقلوب الأحباب دوارقُ سُم | * * * | نحن – السذج مابين العشاق- | اذ لم نلقَ بليل البرد حبيباً | نهدي الورد إلى العُذال | * * * | فوق مناكبنا | تنتقل الكرة الأرضية مابين الأزمات | لم تتوقف قاطرة التاريخ برغم نفاذ الفحم | فعلى أضلعنا سكّتها | ضحكتنا كطبول الحرب | وعلى جبهات هوى مضطربات | اشلاءُ شفاه وقلوب | نحن معادن كل الثورات | فاذا فشلتْ | نحن ضحاياها | واذا انتصرتْ | نحن مطاياها | * * * | من قمقمنا | خرجت اشباح البرد لتلبسَ اثواب الأمراء | من ضحكتنا | انطلقت نحو شواطيْ الحزن نوارسُ بيضٌ | من فروتنا | شحنت قطعان القمل | لتُطلق في الغابات نموراً وأسوداً | * * * | نحن رجال الآمال المكبوتة | من اضلعنا انبعثَ دويّ مدافعنا | لكن | لم يطرد عصفورَ الراحة | الا من جنتنا | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ليث الصندوق) .