نحن شهدنا ظهور النبيّ المزيّف |
يحجبُ عينيه في خوذةٍ من حديد |
في جيبه حفنة ٌمن رماد |
بها يَدفنُ النائمين |
وفي فمه رغوة ٌمن ضغائنِه |
فغام المدى – حين طلّ - |
وحاكتْ من المهج الساحراتُ ـ العجائزُ |
ثوبَ حداد |
وقطـّعتِ الشمسُ أسبابَها |
وهوتْ كالذبابة |
مطفأة ًفي الوهاد |
* * * |
أصابعه فوق جلدتنا كالسياط |
تبعنا عناكبَه |
وأشباحَه ، وهي تسعل في العاصفة |
يدوسُ الخطايا ، |
فتـُطلعُ دغلا ً |
ويلقي إلى السبع حشد الجياع |
رجالاته يلعقون الصدأ |
ويتخذون العظام سواك |
ومثلَ العناكب |
يدّرعون بصمغ الشِباك |
أضلاعُهم تتفتـّتُ تحت دواليب دبابة الغاصبين |
على النار أسيافهم |
وفوق الصدور نجومٌ ملطـّخة بالبصاق |
رجال من الطين |
لكنّ أضراسهم كالمناشير |
تقتطع النسل من جذره |
* * * |
نحن شهدنا ظهور نبيّ مزيّف |
على كتفه حفنة من نجوم |
يعبّئُها في بنادقه ـ حين يحتاجها ـ بدل الطلقات |
في مقلتيه الضغينة تعصر أهدابه الداميات |
يقفز بين القمم |
ويلقي الجبال إلى الهاوية |
نبيّ على فمِهِ نتنُ الجُثث النافقات |
تبعناه نحو النهار ، فتهنا |
وقد لمّنا مزقا ًليذوّبنا بدخان سكائره |
ولقننا |
فأضاف إلى الجهل شعبا ً |
وعلمنا الحقد فنـّا لنأكل بعضا ً |
وساوى أصابعنا |
ليضيعَ الأراذلُ بالخيّرين |
إذا ما احترقنا على عرشه ظلّ فردا ً |
يصبّ صهيرَ المعادن في الحدقات |
أب قاتل لبنيه |
* * * |
أعرفه منذ أن صلبوه |
لمّا تزل قبلاتي |
مثقوبة فوق راحته |
وفوق جراحاته أفرخ الثأر سربَ ذباب |
وكان عليّ ترقـّبُ رجعتِه |
لكنه عاد للثأر من ورقات الشجر |
نبيّ يُقيمُ على السّهب صلبانه |
وينفخ نيرانه في عيون النيام |
فيحرق أحلامهم |
* * * |
نبيّ بغرفته الحقدُ يبني تواريخه بالعظام |
مدافعُهُ ليس تدوي سوى في المآتم |
أمّا صحائفه فرسائل للإبتزاز |
أشياعُه يلعقون الدماءَ بأهدابهم |
يُطوّبُ منتظريه وقبضته في الخزانة |
* * * |
حدائق ذابلة |
رياح تلملم أسيافها |
بعد أن حطمتها سيوف الفتن |
ملائكة يتهاوون من تعب |
كنديف الثلوج على شرفات الزمن |
وثمّة نافذة تتنفس منها عروق البدن |
فإياكم والخضوع لسوط النعاس |
تعالوا نحرّرْ من الجلد أرواحنا |
قبل أن يعتريها العفن |
لمّا يعد للأمان وطن |
لمّا يعد للأمان وطن |