بعتُ لأجل الشِعر الدنيا |
وتشبّثتُ بأغصان ٍ نخرات ٍ في الطوفان |
علـّقتُ بمسمار رئتي |
في نافذة ٍ لا يدخلها غيرُ دخان |
واستمتعتُ بمعزوفات سُعالي |
جرحي لا يتوقف عن نزف ٍ |
وسحاباتُ همومي تسقي أغراسَ السُعداء |
لم أيأسْ ما دامَ فمي قفصاً لبلابلً |
وبنظراتي أتنقلُ عبرَ القارات |
ألتفاحُ يموعُ كشمعات في أنية الأغصان |
وعلى جَفنيّ الشمسُ |
التعبى تلقي حِمْلَ الأضواء |
* * * |
لم اتعبْ بعدُ |
العالمُ يلهث خلف قطار ٍ من ذهب |
وأنا فوق حبال الأفق |
أعلقُ جسميَ كالثوب المبلول |
أهربُ .. |
لكني أرجع طوعا ً لقيودي |
* * * |
من أجل الشعر تخليتُ عن الكنز إلى القرصان |
غادرتُ سفيني ، ويدي موثقة |
وعلى قبّعتي يسلحُ عصفور |
إذ يخلد رأسي للنوم |
يجمع قتلى الحرب هداياهم فوق وسادي |
ثمّ يغيبون بأعماق الأرض |
* * * |
أحزنُ أني غادرت ُ فقيرا ً جُزرَ المرجان |
لكنـّي اخترتُ الفردوس |
* * * |
احزن أني حين تركتُ العرشَ |
غدوتُ أميرَ الشحّاذين |
لم يُكرهني أحدٌ |
أن أتنازلَ عن تيجاني للصعلوك |
بيَد ٍواثقة ٍألقيتُ بميراثيَ في محرقة الأموات |
وتركت سكارى الحانة يحشون بنادقهم |
بذخائر من تفّ وشتائم |
* * * |
ألافُ الشعراء بقاطرة نشوى |
جاءوا من كلّ عصور الشعر |
بدون جوازات سفر |
مخترقين حدودَ التاريخ ، |
وحقلَ اللغة الملغوم |
ناياتٌ |
و( قياثيرٌ) |
وعيون ٌتحجبها من دنيا الأحلام ضبابة |
في نافذتي |
ألقى ( البيّاتيُّ ) بيانات العشّاق |
وصلاح الصبّور على فـُرُشي |
داسَ فخلـّف بصمات طيور |
نجماتٍ .. نجماتٍ ..نجمات |
والسيّاب بنبلته ثقب الشمسَ |
فأمطرت التيزاب |
ورياحُ الغربة من سعدي |
نفختْ في العود الشرقيِّ مقامَ ( الرست ) |
يختلفونَ و يتفقونَ على منضدتي |
فإذا اتفقوا |
تبتلُّ ثيابي برذاذ القبلاتِ |
وإذا اختلفوا |
يتورّمُ جلدي من ضرب |
* * * |
الشعر أنيسي |
ادخلُ في أكنان الظلمةِ |
في قلبي فانوسي |
وصدى نبضي |
يُسمَعُ من خللِ الجدران |