قبلَ قرونٍ مِتُّ |
ثم رجعتُ لأسكنَ هذي الأرض |
روحي حائرة ٌ |
كملاكٍ ضيعَ في الرحلة نحو الله حقائبَهُ |
وعلى الأفق الكالحِ تومضُ عيني مثلَ فنار |
هذا بيتي |
ما أبقتْ حَمْلاتُ الغازين سوى بابٍ مكسور |
تلك حقولي |
أشواكٌ تنمو من أجل مسيح أخر |
وعلى الشمس الرخوة تغطس راحة كفي |
حيث تنقلتُ أرى أبنائي |
وصناديقي عَبثَ الدودُ بها واللصّ |
كَبُرَ الحزن كأورام السرطان |
واعتصرَ البدرُ على الشجر اليابسِ ِأثوابَ الغرباء |
* * |
لستُ غريباً عن هذا الوحل |
عجنت منه يداي شعوباً وحضارات |
وشممتُ له – حين ذُللتُ – |
بأثواب السادة رائحة ًعفنة |
قبل قرون مِتُّ |
ثم رجعتُ لأسكنَ هذي الأرض |
لستُ أرى نفسي بَعدَ العَود غريباً |
كان جدارُ الموت زجاجاً |
والكونان على مَبعدة الأنفاس ِمن الأخر |
وإذا اشتقتُ |
فبينَ الموتى والأحياء زياراتٌ مجانية |
* * |
أضحكُ |
والقملُ بأثوابي |
اغفو ، |
فكأني لم أشبع موتاً |
اتطلعُ في المرآة |
فتطلقَ في وجهي ألافُ الماسورات قذائفها |
لا أخشى شيئاً وبحلقي ما زال مذاق المُرّ |
لكن ما يقلقني |
ألا أعثرَ في الأرض على سقف |
* * |
قبل قرون مِتّ |
وعلى البركان الهائج طافت روحي |
سرتُ مع الأجيال من النشوة بالنصر |
وحتى ذُلّ الأسر |
كان المطرُ الأسودُ يصبغ قرصَ الشمس |
وصخورُ الذلةِ تحني القامات |
* * |
كيف رجعتُ |
وليس بهذا العالم ما يُغري ؟ |
الناس سكارى |
يبكون وأعينُهم في أكياس النايلون |
كِلمتهم جرفتها الأمطارُ مع البول إلى الوديان |
وعلى الأكتاف بقايا عضّات كلاب |