بيكاسو يرسم قطعاناً من الثيران ويقتلها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قلتُ لبيكاسو : كرونيكا نُقلتْ في الليل إلى أمريكا | قالَ : ( وفي كأس الخمر طفتْ مُقلته كفقاعة ) | كانت إسبانيا تلهث خلف اللوحة | والقتلى من حرب الشعب | يبيعون الأكفان لقتلى حرب الردّة | الثورُ الإسبانيّ يموتُ بلا طعنات | والروث يفوحُ معَ الموسيقى | من عربات الغجر | * * | في اليوم التالي لمكوت كرونيكا في المتحف | ثارت كلّ براكين العالم | وأكفّ الأطفال غدتْ سبطانات | تَطوّرَ فنّ القتل كثيراً | تحت الأنقاض توارت مدنٌ | وصيارفة الثورة في البورصة عَرَضوا الثورَ المسلوخ | بعد سنين من أرق ٍنامَ العالم | والطائرة المملوءة ُركاباً | ألقتْ بحمولتها في فوّهة البركان | * * | أمريكا تحشو بملايين الدولارات سحابات الصيف | أمريكا تبتاع بيوضَ البط ّالإسبانيّ | ليفقسَ عن ديناصورات | أمريكا توقد في رايتها خمسين سراجاً | من نفط ( الأوبك ) | وتظل الراية ُمن فرط ِالعُتمة مُزرقّة | إنطفأت نيرانُ الحرب | وما زالَ دخانٌ في الأفق | والجنرالُ بأنجم رتبتِهِ الذهبيةِ | يرجم شيطانَ الشاعر لوركا | هبّتْ أولى نسماتِ خريفٍ ماطر | فارتفعتْ فوقَ الأكفان رؤوسُ الموتى | اشلاءً تبحث عن بُقيتها في المحرقة البشرية | محضَ هياكل تنهض | ثمّ يطوّحُها الإعصار | والمنفيون يعودون إلى أوطان أكثر حزناً مبتسمين | أوجههم شاحبة | وهي تحدّق في القمر المتمدّد بين الأحراج | تثقبه طلقاتُ القناصة | * * | مات فرانكو | واصابعُهُ فوق زناد مسدسه | فلقد افلحَ في ترويض ملايين الثيران | ماتَ رضيّاً | ونتانة جوربه الصوف تُخالط رائحة الموتى | أما بيكاسو | فلقد احسنَ – بالأبيض والأسود – | إنطاقَ اللوان جميعاً | |