الأعداء الطيبون
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ليس طريّاً لحمهم | فعندما أعضّهم تكسر أسناني | وعندما أمضغهم | يمزقون معدتي كحفنة من الأبر | بعُدت عن سقوفهم | ولم يزل ثوبي على الحبال | * * | لقد بكوا من دونما أنياب | وعندما لان على صراخهم قلبي | تحوّلوا ضفادعاً | وغيّبوا في الأسن | * * | ليس غريباً أن يخيطوا الثوب في الظلام | تعوّدوا أن يخرجوا لسانهم | لكلّ من يقبل في اتجاههم | ويطلقوا النيران في الخرائب | ويحتموا من خوفهم بقبعات الصوف | ويحتسوا الدموع بالصودا | * * | هم هكذا | يعدون دوماً دونما مطارد | ودونما طريدة | أصابع يابسة مُتهِمة | إذا انطوت وقت الرضا تُكسر كالأقلام | * * | لقد هربت مرّة من بين أنيابهم | وهم جياع يقضمون الحديد | واليوم يمشون وراء ظلي كنمور جائعة | * * | أعدائي الذين ضاقت مقلتي | لكثر ما قد حشّدوا في الأفق من ذباب | أذكرهم بطيبة | فقد تعايشنا معاً | كالجمر في مواقد العداء | أذكرهم | فلم تزل كفي على الزناد | وحين أنسى ذكرهم | تسّرب النمال - كي تملأ أحشائي – | من أنفي ومن أذني | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ليث الصندوق) .