أرشيف الشعر العربي

أسدٌ هارب

أسدٌ هارب

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

أسدٌ هاربٌ في المدينة

لبدتهُ شعلة ٌمن لهب

شاهدتها وهي تلتهم الأسيجة .

وواجهت نظراتِهِ كالمحقق تبتزني

فأوشكتُ نسبَ جرائمَ لم أقترفها لنفسي ،

وهزهزني كالبريمة منه الزئير

فغاصتْ إلى الركبتين بيَ الأرصفة

* * *

ما كان ذا خبراً كاذباً في صحيفة

وما هو بالصّرعاتِ

تروّجها الشركاتُ لتنشيط سوق الكَذِب

بل إنهُ أسدٌ هاربٌ

كتيبة ُجُندٍ

مسلحة ٌببراثنها والنيوب

ومجرورة ٌللقتال بسلسلة من زئير

فكيف اذن أتنزّهُ في ساحةٍ للقتال ؟

وكيف تُراد الحياة

وقد صار حتى التنفس عبئاً ؟

فإنْ يكُ خلف جداريَ سبعٌ

كأنـّي بثوبيَ أحملُ أفعى

* * *

أسد في المدينة

لكنهُ في الحقيقة كان بداخلنا

ترعرعَ من خوفنا

وحين نما نابُهُ

فتحنا له بابَ أجسادنا

ليهربَ منها إلى الطرقات

* * *

سنتلفُ أوراقنا

قبل أن تتنفسَ غربتنا الذكرياتِ

سنهربُ مثلَ العناكب

خلف نسيج الشكوك

ونثقبُ جدراننا كالمزاغلِ

نرصدُ ما يتحرّرُ عن نار خيفتِنا من دُخان .

إذا لم تفجّرْ مفرقعةُ الخوفِ أحشاءنا

سيقتلنا ألفُ موتٍ

توالد عن واحدٍ مثلما السرطان

فهل هو حقاً ـ كما ندّعي ـ أسدٌ هاربٌ في المدينة

أم انـّا زرعنا بداخلنا شوكةً

فصارتْ لفرطِ السقايةِ غابا

* * *

أسدٌ هاربٌ في المدينة

يقضم أقدامَنا قبلَ أنْ تطأ الأرصفة

فهل سوف يمنحُنا الخوفُ أجنحة ًلنطير ؟

إنه أسدٌ واحدٌ

بلبدتِهِ يتخفى قطيعُ أسود

إذا ما غفونا

فأظفارُهُ ستنتّفُ أحلامنا

فمن ذا سيوصلُ أرواحَ من يُقتلون لخالقها بسلام ؟

* * *

لقد اوثقتنا مخاوفنا بالحبال

فليس بمقدورنا قتلُ ذاك الأسد

نخاف إذا ما قتلناه

تسلبُنا روحُهُ بُقية ًمن أمان

ومن أجل أن أتحاشاهُ سوف أصادقه

سأغلق بابي

وأخرجُ عبرَ ثقوبِ المفاتيح كفي له

ترى هل يصافحُها ؟

أم سيقضمُها ؟

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ليث الصندوق) .


مشكاة أسفل ١