أسدٌ هاربٌ في المدينة |
لبدتهُ شعلة ٌمن لهب |
شاهدتها وهي تلتهم الأسيجة . |
وواجهت نظراتِهِ كالمحقق تبتزني |
فأوشكتُ نسبَ جرائمَ لم أقترفها لنفسي ، |
وهزهزني كالبريمة منه الزئير |
فغاصتْ إلى الركبتين بيَ الأرصفة |
* * * |
ما كان ذا خبراً كاذباً في صحيفة |
وما هو بالصّرعاتِ |
تروّجها الشركاتُ لتنشيط سوق الكَذِب |
بل إنهُ أسدٌ هاربٌ |
كتيبة ُجُندٍ |
مسلحة ٌببراثنها والنيوب |
ومجرورة ٌللقتال بسلسلة من زئير |
فكيف اذن أتنزّهُ في ساحةٍ للقتال ؟ |
وكيف تُراد الحياة |
وقد صار حتى التنفس عبئاً ؟ |
فإنْ يكُ خلف جداريَ سبعٌ |
كأنـّي بثوبيَ أحملُ أفعى |
* * * |
أسد في المدينة |
لكنهُ في الحقيقة كان بداخلنا |
ترعرعَ من خوفنا |
وحين نما نابُهُ |
فتحنا له بابَ أجسادنا |
ليهربَ منها إلى الطرقات |
* * * |
سنتلفُ أوراقنا |
قبل أن تتنفسَ غربتنا الذكرياتِ |
سنهربُ مثلَ العناكب |
خلف نسيج الشكوك |
ونثقبُ جدراننا كالمزاغلِ |
نرصدُ ما يتحرّرُ عن نار خيفتِنا من دُخان . |
إذا لم تفجّرْ مفرقعةُ الخوفِ أحشاءنا |
سيقتلنا ألفُ موتٍ |
توالد عن واحدٍ مثلما السرطان |
فهل هو حقاً ـ كما ندّعي ـ أسدٌ هاربٌ في المدينة |
أم انـّا زرعنا بداخلنا شوكةً |
فصارتْ لفرطِ السقايةِ غابا |
* * * |
أسدٌ هاربٌ في المدينة |
يقضم أقدامَنا قبلَ أنْ تطأ الأرصفة |
فهل سوف يمنحُنا الخوفُ أجنحة ًلنطير ؟ |
إنه أسدٌ واحدٌ |
بلبدتِهِ يتخفى قطيعُ أسود |
إذا ما غفونا |
فأظفارُهُ ستنتّفُ أحلامنا |
فمن ذا سيوصلُ أرواحَ من يُقتلون لخالقها بسلام ؟ |
* * * |
لقد اوثقتنا مخاوفنا بالحبال |
فليس بمقدورنا قتلُ ذاك الأسد |
نخاف إذا ما قتلناه |
تسلبُنا روحُهُ بُقية ًمن أمان |
ومن أجل أن أتحاشاهُ سوف أصادقه |
سأغلق بابي |
وأخرجُ عبرَ ثقوبِ المفاتيح كفي له |
ترى هل يصافحُها ؟ |
أم سيقضمُها ؟ |