الشعر الحر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا العودُ عودي ولا الأوتارُ أوتاري | ولا أغاريدكم من شدوِ أطياري |
من أين جئتم بهذا (الطير) ويحكموا ؟! | لا الريشُ ريشي ولا المنقار منقاري |
إني أرى في جناحيه وسحنته | سمات (إليوت) لا سيماء (بشارِ) |
وصرت أسمع ألفاظاً مقلقلة | طرقَ المسامير في دكان نجارِ |
ألبستموني ثياباً لا تشرفني | كأنها فوق جسمي حبلُ قَصَّارِ |
سود وحمر وصفر لا انسجام لها | كرسم (بيكاس) يعيي فهمه القاري |
ماذا ؟ يقولون تجديدٌ لقد هزلت | وسامَها كل مهذارٍ وثرثارِ |
ما الشعر ؟ هل هو ألفاظ مسيَّبة | بلا قيود ردي للمنطق الهاري |
الشهر هندسة كبرى تكاد ترى | في النسج واللفظ منه روحَ فرجارِ |
والوزن للشعر روحٌ وهي إن فقدت | أضحى جماداً بلا حس كأحجارِ |
قصيدة النثر مثل المشي جامدة | والشعر كالرقص في ترنيم قيثارِِ |
وربّ حرف صغير الشأن يرفضه | والشعر كالرقص في سيقان أبكارِ |
تأبى الحروف التي صيغت نماذجها | من رعشة الروح في أعماق أسرارِ |
إن تلتقي معكم في سبك خاطرة | عرجاء تحجل في ميثاء مهيارِِ |
لكل فنٍّ أصول يستقلّ بها | شتان ما بين سبَّاك وعمَّارِ |
تبينوا بعض ما تبغون وانطلقوا | في الروض ما بين أزهار وأثمارِ |
وجنبونا غُثاءً لا جمال له | ولا رواءً ولا يوحي بإكبارِ |
إن كان لابد من فن نجدده | فجددوا في مضامين وأفكارِ |
وأنطقوا الصخر في ترنيم قافيةٍ | كرعشة الضوء في لمع السنا الساري |
حرية الشعر في إشراق فكرته | وفي تساميه عن لغو وأقذارِ |
وأن يكون لكم في كل معترك | رأي جهير وعزم غيرُ خوارِ |
أما كفى أننا فقراً ومخمصة | نستورد الغرب حتى صبغ أظفارِ |
فكيف تبغون أن تستوردوا أدباً | من صنعه نيكل بخساً بدينارِ |
والشعر نور ونار والنفوس لها | طبع الفراشات عشق النور والنارِ |
ورب ذي قلم أعطى لأمته | ما ليس يعطيه فيها نهرها الجاري |