جبل فيفاء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
(متحفٌ) من أشعةٍ وظلالِ | في إطارٍ من نضرةٍ واخضلالِ |
سابحٌ في الفضاء يغمرهُ النور | بفيضٍ من السنا والجلالِ |
يتحدى الذرى ويخترق السحبَ | ويزهو في عزة واختيالِ |
صنعةُ المبدعِ المصورِ جل الله | ربي ربُّ العلى والكمالِ |
(جبلٌ) تعشق النجوم مجاليه | وتصبو إلى ذراهُ العوالي |
يزحم النيراتِ منكبه الضخم | ويحتكُّ بالسهى والهلالِ |
مشرئب إلى السماء برأسٍ | صلفٍ في شموخه متعالِ |
أخضرُ السفح أزهرُ السطح مصقولُ | الحواشي زاهي الربى والتلالِ |
زراهُ ساكن (الألمب) (أبولو) | رائداً ينشد الجمال المثالي |
فإذا (منجمٌ) من الحسن فياضٌ | وكنز من كل حال وغالِ |
مسرح الشعر والبيان ومسرى | لمحة الفكر وانطلاق الخيالِ |
حيث عاشت أرواحنا وأمانينا | حياةً موصولة بالمعالي |
ونعمنا ولا نزال بدنيا | من فتونٍ وعالم من جمالِ |
وسكبنا على الوجود غناًء | صافي النبع كوثري الزلالِ |
يا لتلك الذرى الموشاة بالزهر | نضيراً وبالثمار حوالِ |
ولتلك الربى يرف شذاها | بعبير الصبا ونفح الشمالِ |
ولذاك السحاب والماء يجري | من خلال الصخور جرى الصلالِ |
والوجوه الصباح والمقل النشوى | بسكر الصبا وسحر الدلالِ |
والرياض المنسقات صفوفاً | في علالٍ كأنهن لآلِ |
سَحَرٌ كله ، نهاراً وليلاً | يا لأيامه ويا لليالي |
عالمٌ من لطافة وبهاء | وهواء من رقة واعتدالِ |
ورؤى من مشاهد الفن والحسن | تجلّت في صفحة من جبالِ |
دون إدراكها شعافٌ وصخرٌ | خطرُ المرتقى بعيد المنالِ |
شاقني ذلك السموّ ولي قلبٌ | وَلوعٌ بكل سامٍ وعالِ |
كَلِفٌ بالسموّ أني تجلى | شامخاً في الجبالِ أو في الرجالِ |
فتَصَعَّدته ويمّمتُ وجهي | شطره في تقدم ونضالِ |
وركبت الصعاب وانتصر (الشوق) | بقلبي على الونى والكلالِ |
ذاك دأبي ودأب قومي مدى الدهر | صراع الردى وقهر المجالِ |