الى جمال حيدر |
*** |
في الحديقة ِ طارَ بيَ المقعدُ الخشبيّ ُ |
وحط ّ على النافذة .... |
أنظرُ الآن صحراءنا |
وأقارنُ بين الحديقة ِ والدم ِ ، هذا المطرْ |
ساعة ً منه ثمّ يغردُ عشبُ الحديقة ِ |
والحبّ فوق المقاعد ِ ..... |
مابالُ تلك الدماء ِ تسيلُ على الأرض ِ في كلّ يوم ٍ |
ومازال قلبُ البلاد ِ حجرْ .. |
في الحديقة طار بيَ المقعدُ الخشبيّ ُ |
وحط ّ على لغتي |
ليتهُ كان أبعدَ كي أتبينَ صوتي |
وأبحث عن وصف ِ ما أنا فيه ِ |
* |
وما أنا ليلَ نهارَ أحنّ إليه ِ |
وما هو أقربُ من أغنية |
وأبعدُ من أمنية ................ |
في الحديقة طار بيَ المقعدُ الخشبيّ |
وحط ّ على جمر ِ روحي ، احترقتُ |
وكان اللهيبُ يضيءُ المسافة َ بين بلادي وبيني |
انا الآن تحت المطرْ |
كم يبللني من جميع الجهات ِ |
ولم أنطفيء ْ .... |
في الحديقة ِ قلتُ له ياصديقي |
تعبتُ من السير ِ واهترأت قدمايَ |
فيضحكُ: لم نبلغ ِ الجسرَ |
بعد قليل ٍ سنرتاحُ |
هذا القليل الذي صار ملءَ المطارات ِ |
بين أثينا ولندنَ ، بين بحار ٍ مخضبة ٍ بالدموع ِ |
وأشرعةٍ لرحيل ٍ جديد |
حين لم نعبر الجسرَ |
حين مضى العمرُ في طرقات السدى |
* |
حين لم تنفتح باب جنتنا |
في الحديقة ِ كان المساءُ كعادته ِ |
والمسافاتُ نائمة ٌ في كوى الذاكرة |
تتفتحُ كلّ النوافذ ِ في الرأس ِ من دون سابقة ٍ |
لأرى كلّ شيء ٍ |
هنا الآن في هذه اللحظة ِ الطائرة |
تصعد السنواتُ ، الوجوهُ ، الأغاني ، الشوارعُ |
واللغة الخاسرة ... |
هكذا فجأة ً |
فجأة ً .... |
في الحديقة ِ بردٌ وعكازتان وصوتٌ خفوتْ |
مثلما ينسجُ العنكبوتْ |
نحن نحيا هنا في البلاد ِ البعيدة ِ |
لكننا لا نشمّ آجُرّ البيوتْ |
لانرى لغة الناس ِ لا نسمع الشجرَ |
الظلّ لانستريح إليه ِ |
ولا نتحدث غيرَ السكوتْ |
* |
لايدل علينا وجودٌ |
وليس لنا حاضرٌ في المكان |
فهذا المدى كله بطن حوتْ |
قلتُ نحيا ؟ |
حسنا ، لا أريدُ زيادة َ أحزانكم .. |
نحن في كلّ يوم ٍ نموتْ ... |
______________ |
لندن |
صيف 2007 |