بَخِلَتْ رَقاشِ بوُدِّها ونَوالِها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بَخِلَتْ رَقاشِ بوُدِّها ونَوالِها | سَقْياً ـ وإِنْ بَخِلَتْ ـ لبُخْلِ رَقاشا |
ظفرت بودِّكَ إذ سبتك كأنّها | وحشيّة ٌ لاتستطيعُ حواشا |
و الودُّ يمنح غير من يجزى بهِ | كالماءِ ضُمِّنَ ناشِحاً حَشَّاشا |
ولقد غشيت لنا رسومَ منازلٍ | بُدِّلْنَ بعدَ تأنُّسٍ ايحاشا |
أحبب بأودية ِ العقيق لحبِّها | والعَرْصَتَيْنِ وبالمُشاشِ مُشاشا |
لمَّا وقَفْتَ بِهنَ بعَد تَأْنسٍ | ذرفت دموعك في الرّداء رشاشا |
ولربُّ سالٍ قد تذكّرَ مرّة ً | شجواً فأجهشَ أو بكى إجهاشا |
أَمسَى إذا ذُكِرَتْ يُحادِثُ نَفْسَه | وإذا نأتْ لَقِيَ الهُمومَ غِشاشا |
شَوقاً تذكَّرهُ فحَنَّ صَبابَة ً | امّا أرادَ عن الصّبا إفراشا |
وعلا به الرأي الجسيمُ وزادهُ | حِلْماً فَعِيشَ بهِ كذاكَ وعاشا |
تَّمتْ مروءَتُهُ وساورَ هَمُّهُ | غَلَباً وأَتْبَعَ رأيَهُ إكْماشا |
يبني مكارمَ ذاهبينِ جحاجحٍ | كانُوا ثِمالَ أَرامِلٍ ورِياشا |
من سِرِّ لَيْثٍ لا تَطِيشُ حُلومُهمْ | جهلا إذا جهل اللئيمُ وطاشا |
أصبحتُ أذكرُ من فناءِ عشيرتي | حزناً إذا بطن الجواشنِ جاشا |
بِذَهابِ ساداتٍ وأَهْلِ مَهابَة ٍ | حُشُدٍ إذا ما الدَّهْرُ هاجَ جِياشا |
كانوا عتيق الطّيرِ قبلُ فأصبحوا | في النّاسِ تزدحمُ البلادُ خشاشا |
ورثوا المكارمَ عن كرامٍ سادة ٍ | لم يورثوا صلفاً ولا إفحاشا |
وغبرتُ بعدهم ولست بخالدٍ | مثلَ الوَقيعَة ِ تَحْذَرُ النَّجَّاشا |
في مثل فضلات السّيوف بقّية ً | لم يُخْلَقُوا زَمَعاً ولا أوباشا |
ولقد عَرفْتُ وإن حَزِنْتُ عليهمُ | أَنْ سَوْفَ أخْفِضُ للحَوادِثِ جاشا |
وملكْتُ من أَبدالِ سَوْءٍ بعدَهُمْ | مثل الكلاب تعدياً وهراشا |
نِعْمَ الفَوارسُ والثِّمالُ لأَرْكُبٍ | بعد الطّوى نزلوا بهم أوحاشا |
لا بُدَّ أَنَّهُم إذا ما أهْكَعُوا | سَيُعَجِّلُونَ قِراهُمُ نَشْناشا |
ولقد عَجِبْتُ لِحاينٍ مُتَعَرِّضٍ | أَبْدَتْ عَداوتُهُ لنا اسْتِغْشاشا |
عبدٌ أساءَ بسبّهِ أربابهُ | منهم أصاب مطاعماً وريشا |
تنعى الكرام ولست بالغ مجدهم | حتّى تحولَ بركّهِ أكماشا |
وَلَو أَنَّهُ يوماً تَكَلَّفَ شأْوَهُمْ | أبقى به تعب السّياقِ جراشا |
أَو كانَ أَصْعَدَ في جبالِ قَديمِهمْ | لاقَى بها رُتَباً وكابَد ناشا |
نَعَشُوا مَفاقِرَهُ فَأَصبحَ كافِراً | حسن البلاءِ ولم يكن نعّاشا |
وكذلك كان أبوه يفعل قبلهُ | وكِلاهُما في الدَّهْرِ كانَ قُماشا |
يَحْيَى السنينَ بهم ويكْفُر كلما | وقع الربيعُ فمحضراً أكراشا |
إنّي لأصبرُ في الحقوق إذا اعتزت | وأميشُ قبل سؤاله الممياشا |
وإذا الهمومُ تضيّقتني لم أكن | حلساً لطارقة ِ الهموم فراشا |
وقريتهنّ زماعَ أمرٍ صارمٍ | والعِيسُ يحْرِمُها السُّرَى الإنْفاشا |
من بعد إذ كانت سنوهُ مرّة ً | نعماً تساقطُ بالحمى الأعشاشا |
فرجعتها بعد المراحِ خسيسة ً | قد زالَ نيّها منحاشا |
ولربّ كبشِ كتيبة ٍ ملمومة ٍ | قدنا إليه كتائباً وكباشا |
دَسْراً إِذا حَمِيَ الهِياجُ بِحدِّهِ | وجعلتَ تسمعُ للرماحِ قراشا |
فتَسارعَتْ فيه السُّيوفُ بوقعِها | نُكْباً وتَرْعُشُ تحتَها إِرعاشا |
وكذاكَ تصطادُ الكَمِيَّ رِماحُنا | ونُجِرُّها المتناولَ المنْتاشا |
ونعضُّ هامَ المعلمينَ سيوفنا | بيضَ الظّباة ِ إلى الدِّماءِ عطاشا |
وإذا المشاغب شاكَ منها شوكة ً | طالَ الضّمارُ وأعيتِ الّنقاشا |