عناق لايقطعه سوى القصف
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مأخوذاً بما ستطلقه يداي | من محبةٍ وذكريات، جففها الحصار | أيامي تتناسل سواداً | ها أناذا | أطلق المطر والخضرة من خريفي | بينما الحروب تتفاقم فيّ | تبتل ذاكرتي بالمنافي | بين الرصيف وقلبي | عناقُ طويلُ | لايقطعه سوى القصف | الأزقة والجوع، والنظرات المتخمة بالحسرات | الى النسوة اللائي حملن ثمار الغواية في سراويلهن | فضاقت مثل بلادي | حماقاتي المتكررة | ... | ينزلق الإنتظار من عيوننا | يمضغ الشوارع | تتساقط أوراق الأرصفة | وهي تفتح أزرارها | تتجمع الفصول في راحتيّ | كل طريق إليك يصير شرارة | ... | رماد أيامي | نوافذُ طويلة الأمد | كسرت صمتها لتطلّ ملائكةُ تغسل الهواء من صخب المدى | بيدين منقوعتين بالنعناع | تلوح لضيائي أن يقشر بحاره من الزبد | وربما من السواحل أيضاً | ... | أيها الموج يارفيقي الجميل | إضرب بعصاك السماء | ليتهاوى أسلافي بأبراجهم ينخرون جبين النجوم | بصحبتي تخرج أنت | لإيواء المتاهة من سباتها | لإيواء النور الذي ضلّ طريقه لسوى غاباتي | تعال | نبلل الظلمة، ودع الظلال تستحم بنداك | قل لي | هل من سلسبيلك هذه الحقول | الجمرة التي منبعها قلبي | تبحث عن موقدك لتصب فيه | بينما أصابعي تجرحها سماء ليست لي | في جيوبي تستريح كواكبُ | خبأتها مع الياسمين | خشية أن تأكلهما الحروب | الحروب التي تشتهيني دائماً | تعلق قميصي مجداً لغيري | ثم تنسل هاربةً لطلاء طفولتي بالفحم | أمام الله، أظل وحيداً | أحصي أخطائي | الذي في يميني أكلته الطائرات | والذي في شمالي إبتلعته السواتر | كيف سأعانق الضوء | ظلي يراودني على نفسي | فأختزل الجنون | أرمي لسنارتي الحماقات، فتنهش الأسماك كلماتي | تغادرني الحروف الى الورقة | تقترح عليّ بيتاً وامرأةً وطفلين | آه | أتذكر أنني بلا وطن | وإن الحروب مازالت تلاحقني وتغيّرٌ أشكالها | والشظايا سعاليَ المزمن | بساطيل الحرس مسخت ذكرياتي | ... | كل مافي راحتي رمادُ | أين سأحفظ قبلات النهر | - الذي دخل المدينة ذات يومٍ متنكراً بهيئة صبيِّ | فاغتصبه الجنود -. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (باسم فرات) .