أراعكَ طائرٌ بعدَ الخفوقِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أراعكَ طائرٌ بعدَ الخفوقِ | بفاجِعَة ٍ مُشنَّعة ِ الطُّروقِ |
نَعمْ ولَهاً على رجلٍ عميدٍ | أظَلُّ كأنَّني شَرِقٌ برِيقي |
كأنِّي إذا عَلمتُ بها هُدُوًّا | هوتْ بي عاصفٌ منْ رأسِ نيقِ |
أعلُّ بزفرة ٍ منْ بعد أخرى | لَها في القلْبِ حَرٌّ كالحَرِيقِ |
وتَرْدُفُ عبْرَة ً تَهتَانَ أخرى | كفائضِ غربِ نضاحٍ فتيقِ |
كأنِّي إذْ أكفكِفُ دَمعَ عيني | وأنهاها أقولُ لها : هريقي |
ألا تلكَ الحوادثُ غبتُ عنها | بأرْضِ الشَّامِ كالفَرْدِ الغَريقِ |
فما أنْفَكُّ أنظرُ في كتابٍ | تداري النفسُ عنهُ هوى زهوقِ |
يُخَبّرُ عَنْ وَفاة ِ أخٍ كَرِيمٍ | بعيدِ الغَوْرِ نفَّاعٍ طَليقِ |
وقرمٍ يعرضُ الخصمانُ عنهُ | كما حادَ البِكارُ عنِ الفَنيقِ |
كَريمٍ يملأُ الشّيْزى وَيَقري | إذا ما قلَّ إيماضُ البروقِ |
وأعظمُ ما رميتُ به فجوعاً | كتابٌ جاءَ منْ فجٍ عميقِ |
يُخبِّرُ عَنْ وفاة ِ أخٍ فصبْراً | تَنَجَّزْ وعْدَ منّانٍ صَدُوقِ |
سأصْبِرُ للقضاءِ فكُلٌّ حَيٍّ | سيَلْقَى سَكْرَة َ الموْتِ المَذُوقِ |
فما الدّنيا بقائِمة ٍ وفيها | منْ الأحياءِ ذُو عَيْنٍ رَمُوقِ |
وللأحياءِ أيامٌ تقضى | يلفُّ ختامها سوقاً بسوقِ |
فأعْناهُمْ كأعْدمِهم إذا ما | تقضتْ مدة ُ العيشِ الرقيقِ |
كذلِكَ يُبعثنَ وهُم فُرادى | ليومٍ فيه توفية ُ الحُقوقِ |
أبعدَ هُمامِ قوْمِكِ ذِي الأيادي | أبي الوضاحِ رتاق الفتوقِ |
وبعدَ عبيدة َ المحمودِ فيهمْ | وبعدَ سماعة َ العودِ العتيقِ |
وبعدَ ابنِ المُفضَّلِ وابنِ كافٍ | هما أخَواكَ في الزَّمنِ الأنيقِ |
تؤمِّلُ أنْ تعيشَ قَرِيرَ عَينٍ | وأينَ أمامَ طَلاّبٍ لَحُوقِ |
ودُنْياكَ الَّتِي أمْسَيْتَ فيها | مزايلة ُ الشقيقِ عنِ الشقيقِ |