عُيونَ الحَيَا جُوْدِي لِتُرْبَةِ يَثْربِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عُيونَ الحَيَا جُوْدِي لِتُرْبَةِ يَثْربِ | بدَمْعٍ هَتُونٍ وَدْقَهُ مُتَصَوِّبِ |
وَعُودِي بِطِيبٍ مِنْ سَلاَمِيَ طِيبُهُ | نَسِيمُ الصِّبَا النَّجْدِيِّ يَا خَيْرَ طَيِّبِ |
بِلاَدٌ بِهَا لِلْوَحْيِ مَرْبَاً وَمَرْبَعٌ | وَمَنْتَجَعُ الغُفْرَانِ عَنْ كُلِّ مُذْنِبِ |
وَحَيْثُ الكَمِالُ الطَّلْقُ والمَرْكَز الذَّي | إِليْهِ انْتَهَى دَوْرُ المُحيِطِ المُكَوْكَبِ |
أَفَاضَتُهُ أَنْوِارُ الغُيُوبِ عَلى الوَرَى | إفَاضَةَ وَهْبٍ خَارِجٍَ عنْ تَكَسُّبِ |
فَأَخْبَرَ عَمَا غَابَ بِالشَّاهِدِ الذَّي | يُبَرْهِنُ بِالإِعْجَازِ فِي كُلِّ مَطْلَبِ |
إذَا نَظَرَتْ عَيْنا بَصِيرَتِهِ إلىَ | حَقِيَقتِهِ المُثْلَى فأَحْسِنْ وَأَطْيِبِ |
يَرَى بَرْزَخَ البَحْرَينِ كَوْناً مُكَوَّناً | وَمَطْلَعَهُ فِي حَدِّهِ المُتَرَتِّبِ |
فَيَأْخُذُ مِنْ هَذَا لِهَذَا بِحَقِّهِ | عَلَى نِسْبَةٍ مَحْفُوظَةِ الأُمِّ وَالأَبِ |
عَلَى يَدِّ مَعْنَاهُ يَمُرُّ وُجُوبُهُ | لإِمْكَانِهِ مَرَّ السَّحَابِ المُصَوِّبِ |
فَيَقْبَلُ مِنْهُ قَابِلٌ حُكْمُ فَاعِلٍ | بِمَضْمُونِ مِيَراثِ الكَمَالِ المُهَذَّبِ |
وَلَمْ يَكُ فِي هذَا التَّوُسُطِ مُثْبِتاً | عَلَى النَّاسِ حَقّاً أَوْ تَمَيُّزَ مَنْصِبِ |
وُمَا ذَاكَ أَنْ لَيْسَ حَوْلٌ وَقُوَّةٌ | بِغَيْرِ الجَوَادِ المُطْلَقِ الجُودِ فَاعْجَبِ |
وَلَكِنْ يَرَى إِلاَّ أَنَّ نُكْتَهَ قَلْبِهِ | أُزِيلَ بِهَا دَاعِي الهَوَى وَالتَّحَوُّبِ |
فَهَذَا لَهُ مَعْنَى المَقَامِ مُغَيَّبٌ | وَلَمْ يَكُ عَنْهَا أَهْلُهُ بِمُغَيَّبِ |
إِذَا صُفَّتِ الأَقْدَامُ مِنَّا وَأَمَّنَا | صَلاَةَ شُهُودٍ لاَ صَلاَةَ تَحَجُّبِ |
مَضَى لَمْ يُعَقِّبْ دَانِياً مِنْ شُهُودِهِ | بِنَا وَمَضَيْنَا خَلْفَهُ لَمْ نُعَقِّبِ |
أُولئكَ وُرَّاثُ النَّبِيِّ شَهَادَةً | وَغَيْباً وَلَيْسَ البَّرُ مِثْلَ المُقَرَّبِ |
وَتِلْكَ سَبِيلٌ قَدْ دَعَا بِبَصِيرَةٍ | لَهَا ودَعَوْنَا كُلَّ شَرْقٍ وَمَغْرِبِ |
فَذَلِكَ دَاعِي اللهِ بِالمَنْهَجِ الَّذي | بِهِ صُورَةُ التَّكْمِيلِ فِي كُلِّ مَذْهَبِ |
شَرِيعَةُ حَقٍّ حَقُّ كُلِّ شَرِيعَةٍ | مَقامُ خُصُوصٍ عَنْ عُمُومٍ مُرَتَّبِ |
مُشَاراً إليْهِ صُورَةً مِنْ جِهَاتِهَا | جَميعاً وَمَعْنىً مِنْ حَقَائِقِ غُيَّبِ |