أشاقتكَ أظعانٌ بجفنِ يبنبمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أشاقتكَ أظعانٌ بجفنِ يبنبمِ | نعم بُكُراً مثلَ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ أشاقَتكَ أظعانٌ بجَفـنِ يَبَنْبَمِ |
غدوا فتأملتُ الحدوجَ فراعني | وقد رفعُـوا في السَّيرِ إبرَاقُ مِعْصَمِ |
أسيلِ مشكَّ المنخرين كأنهُ | إذا اسْتَقبَلَته الرِّيح مُسعُط شُبْرمِ |
وَرَبِّ التي أشرَقنَ في كلِّ مِذنَبٍ | سَوَاهِمَ خُوصاً في السَّريحِ المُخَدَّمِ |
أبسَّتْ به ريحُ الجنوبِ فأسْعَدَتْ | رَوايـا لـه بالماءِ لمَّا تَصَرَّمِ |
له هيدبٌ دانٍ كأنَّ فروجهُ | فُوَيقَ الحَصَى والأرضِ أرفَاضُ حَنْتَمِ |
تسوفُ الأوابي منكبيه كأنها | عَذَارَى قُرَيشٍ غير أن لم تُوَشَّمِ |
أرى إبلى عافت جدودَ فلم تذق | بها قطرة ً إلاَّ تحلة َ مقسمِ |
فقلت لحراضٍ وقد كدتُ أزدهي | من الشوق في إثر الخليطِ الميممِ |
يَزُرْنَ إلالاً لا يُنَحِّبْنَ غَيرَهُ | بِكُلِّ مُلَبٍّ أشعثِ الرَّأسِ مُحْرِمِ |
عَوازِبُ لم تَسمَع نُبوحَ مَقامَـة ٍ | ولم تَرَ ناراً تِـمَّ حـولٍ مُجرَّم |
ألم تَـرَ ما أبصَرتُ أم كنتَ ساهِياً | فتشجى بشجوِ المستهامِ المتيمِ |
لقد بينت للعينِ أحدابها معاً | عَلَيهِنَّ حوكِيُّ العراق المُرقَّم |
وبُنيَانَ لم تُورد وقد تمَّ ظِمؤها | تراحُ إلى جوَّ الحياضِ وتنتمي |
سوى نارِ بيضٍ أو غزالٍ بقفرة ٍ | أغنَّ من الخنس المناخرِ توأمِ |
عقارٌ تظلُّ الطيرُ تخطفُ زهوهُ | و عالينَ أعلاقاً على كلَّ مفأمِ |
أهلت شهورَ المحرمينَ وقد تقتْ | بِأذنَابِهَـا رَوْعَـاتِ أكْلَفَ مُكْدَمِ |
فقال ألا لا لم ترَ اليومَ شبحة ُ | و ما شمتَ إلاَّ لمح برقٍ مغيمِ |
إذا رَاعِياها أنضّجَاهُ تَرامَيا | به خِلسَة ً أو شَهـوَة َ المُتَقَرِّمِ |
وفي الظَّاعِنينَ القلبُ قد ذَهَبَتْ به | أسيلَة ُ مَجرَى الدَّمعِ رَيَّا المُخَدَّمِ |
إذا ما دَعاها استَسْمَعَت وتأنَّستْ | بسحماءَ من دون الغلاصمِ شدقمِ |
عَروبٌ كأنَّ الشَّمسَ تحت قناعِها | إذا ابتسمتْ أو سافراً لم تبسمِ |
رقودُ الضحى ميسانُ ليلٍ خريدة ٌ | قد اعتدلت في حُسنِ خلّقٍ مُطَهّم |
إذا وردتْ ماءً بليلٍ كأنها | سحابٌ أطاعَ الريحَ من كلَّ مخرمِ |
أصاحِ ترى بَرقاً أُريك وميضَة ُ | يُضيءُ سَنَاهُ سُوقَ أثلٍ مُرَكَّمِ |
تَعارَفُ أشباهاً على الحَوضِ كُلُّها | إلى نَسَبٍ وسط العَشيرَة ِ مُعْلَـمِ |
غَنْمِنا أباها ثم أحـرَزَ نَسلها | ضرابُ العدى بالمشرفي المصممِ |
أسفَّ على الأفلاجِ أيمنُ صوبهِ | |
وكُلُّ فتى ً يَرْدى إلى الحَرْب مُعْلَماً | إذا ثوبَ الداعي وأجردَ صلدمِ |
وسَلهَبَة ٌ تَنضُو الجِيادَ كأنَّها | رادة ٌ تدلتْ من فروع يلملمِ |
فذلكَ أحياها وكلُّ مُعَمَّمِ | أريبٍ بمنعِ الضيفِ غير مضيمِ |
إذا ما غَدا لم يُسقِط الخوفُ رُمحَهُ | و لم يشهدِ الهيجا بألوثَ معصم |