أرشيف الشعر العربي

الستار

الستار

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

كأنكِ أقفرتِ كي تمنحي ماء جرحي الحياة:

"فخبي دموعَكِ

و امتهني البسم إن عصفت بك ذكرى

و قولي لجرحِكِ:

إن ارتعاش الحقيقة بين جفون المنايا سرابٌ

و إن التحام السراب بعود الحياةِ

يؤوب إذا طرف الدهر لحظتها"

...

رأيتُكِ حين ابتدينا

كريشة سحر..

تخط على لوحة الفجر إشراقها كل صبحٍ

و تسرد بين روابي المساء حكايا الجدودِ

عن "الإنجليز" .. "عرابي" .. "الخديوي"

و جدي الكبير الذي مات شهما..

و تطبع طابع حب على وجنتي

فأسافر للنوم..

ثم أؤوب على طابعٍ للحياة جديدٍ

رأيتُكِ حين ابتدينا

تبطن كف المنون تجاعيد وجهكِ

يتلو الزمان على ضفتيها عصا البحرِ

تزداد فرقًا كطودٍ عظيمٍ

...

رأيتُكِ حين انتهينا

- و قد تُرِكَ البحر رهوًا-

تَبَسَّمُ في مرج وجهكِ

غابات شوق.. أسى.. سأمِ

أم حنين تكبدتِ أعوامَه الغابراتِ؟

و حين انتهينا إلى لحظة الحسمِ

كان القضاء يخبئ مقصلتَيْنِ

و محكمة الموت تلفظ حكم الفراقِ

و حين خبا أملٌ في اللقاءِ

عزفتُ على كبوة الذكريات مرارة جرحي

تعانقت الروح في جوف عودي

بروح كمنجات وردٍ

توضأ من ساحة منكِ أضْحَتْ ثرى

هل طواك الحنين إلى عالم الروحِ؟

أم أرغمتكِ السنون انتعال حياة القذى؟

أخبريني..

فقد ضاقت الأرض ما رحبتْ

هل وجدته..

ما وعد الله حقًّا؟

...

و حينَ أطل بوجه السلام على شفتيكِ

أسافر للنوم.. ثم أؤوب

أقول سيرجع طابعها يصقل القلبَ

يحفر فِيَّ هويتيَ المستباحةَ مثل معاقل فكري

يمر المساءُ..

أسافر للنومِ

لم أزرِ "الإنجليز" .. "عرابي" .. "الخديوي"

و جدي الكبيرَ الذي مات شهمًا..

و أهرب منكِ

تحاصرني وحشة الكون دونكِ

رسمك فوق ملامح أمي

و في لون عيني

أناديك في الأفق المرمري بساحة دارك

أسمع صوتك، يلسعني الشوق.. كنتِ تنادينني "مَرْمَرًا"

فأقول: الرخام!

تقولين: عندي هو المرمر الساحلي بضفة عينيكِ.

أهذي:

"أمن أمِّ أوفى" ؟؟

و منكِ المُجيب بألا جوابٍ

بألا جوابٍ

بحومانةٍ أو بوجه إياب

و طب الخديعة يحترف العجزَ عند الرجاء..

أعيركِ دهري و عمري

فرديه لي نظرةً إن لقيتُكِ

في سرمدية بوحي إلى الليل حين يؤوب

يخر الوجود إلى ربهم سجدًا

و أؤوب..

إلى معقل الروح

حين يرتقها برد ذكرى

فأصفَرُّ مثلك..

حين تظل المشاعر ذكرى!!

أؤوب إليَّ

لأبصر أني أؤوب إليك

________

13 نوفمبر 2006م

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (مروة دياب) .

يا شعر

عامٌ.. لأقنعة السقوط

ليس إلا..

أنت الطريق..

فيك تختبئ الحكاية


روائع الشيخ عبدالكريم خضير