ألمْ ترَ أنَّ القلبَ ثابَ وأبصرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألمْ ترَ أنَّ القلبَ ثابَ وأبصرا | وجلَّى عمايات الشباب وأقصرا |
وبُدِّلَ حِلْماً بعدَ جهلٍ ، ومَنْ يعِشْ | يجرب ويبصر شأنه إن تفكرا |
أبى القلبُ إلاَّ ذِكرَ دَهْماءَ بعدَما | غنينا،وأضحى حبلها قد تبترا |
وكنا إجتنينا مرة ً ثمر الصبا | فلمْ يُبقِ منهُ الدهرُ إلاَّ تَذَكُّرا |
وعمداً تصدت يوم شاكلة الحمى | لتنـكأ قلباً قدصحا وتوقرا |
عشية أبدت جيد أدماء مغزلٍ | وطرفاً يريك ا..الحسن أحورا |
وأسحم مجاج الدَّهان،كأنه | عناقيد من كرمٍ دنا فتهصَّرا |
وأشنب تجلوه بعود أراكة ٍ، | ورخصاً علته بالخضاب مسيرا |
فيالَكَ مِن شَوقٍ بقلبٍ مُتَيَّمٍ | يجن الهوى منها،ويالك منظرا |
وما أَنْسِ مِلأَشْياءِ لا أَنْسَ قولَها | وقد قربت رخو الملاطين دوسرا: |
ألا يا اجتدينا بالثواب،فإننا | نثيب،وإن ساء الغيور المحذرا |
سقاها،وإن كانت علينا بخيلة ً، | أَغَرُّ سِماكِيٌّ أقادَ وأمطَرا |
تهَلَّلَ بالغَوْرَيْنِ غَوْرَيْ تِهامة ٍ ، | وحُلَّتْ رَواياهُ بنَجدٍ وعَسْكرا |
له قائدٌ دهم الرباب،وخلفه | روايا يبجسن الغمام الكنهورا |
وكانَ حَياً بالشامِ أيسَرُ صَوْبِهِ | وأحْيا حَيَا عامَيْنِ في أرضِ حمْيَرا |
وبات يحط العصم من أجبل الحمى | وهَمَّتْ رَواسيَ صَخرِهِ أنْ تَحَدَّرا |
وغادرَ بالتَّيْهاءِ مِن جانبِ الحِمى | منَ الماءِ مغمورَ العَلاجيمِ أكْدرا |
ولا قَرْوَ إلاَّ قَروُ رَيِّقِهِ ضُحى ً | بعَبسٍ ، ونَجَّتْ طَيرُهُ حينَ أسْفَرا |