تأمَّلْ خَلِيليَ هلْ ترى ضوءَ بارقٍ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تأمَّلْ خَلِيليَ هلْ ترى ضوءَ بارقٍ | يَمَانٍ،مَرَتْهُ رِيحُ نَجْدٍ فَفَتَّرَا |
مَرَتْهُ الصَّبا بالغَوْرِ غَورِ تِهامة ٍ | فلمَّا وَنَتْ عنهُ بشَعْفَيْنِ أمطرا |
يَمَانِيَة ٌ تَمْرِي الرَّبَابَ كَأَنَّهُ | رِئالُ نَعامٍ بَيضُهُ قدْ تكَسَّرا |
وطَبَّقَ لَوْذانَ القبائلِ بعدَما | سقى الجِزْعُ مِنْ لوذانَ صَفواً وأكْدَرا |
فَأَمْسَى يَحُطُّ المُعْصِمَاتِ حَبِيُّهُ | وأصبحَ زَيَّافَ الغمامة ِ أقْمرا |
كَأَنَّ بِهِ بَيْنَ الطَّرَاة ِ ورَهْوَة ٍ | ونَاصِفَة ِ الضَّبْعَيْنِ غَاباً مَسَعَّرَا |
فغادَرَ مَلْحوباً تُمَشِّي ضِبَابُهُ | عَبَاهيلَ، لَمْ يَتْرُكْ لَهَاالمَاءُ مَحْجَرا |
أَقَامَ بِشُطَّانِ الرِّكَاءِ ورَاكِسٍ | إِذَا غَرِقَ ابْنُ المَاءِ في الوَبْلِ بَرْبَرَا |
أَصَاخَتْ لَهُ فدْرُ اليَمَامَة ِ بَعْدَمَا | تَدَثَّرَهَا مِنْ وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا |
أَنَاخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْن إِنَاخَة َ | اليَمَانِي قِلاَصاً حَطَّ عَنْهُنَّ أَكْوُرَا |
أجديأرى هذاالزمان تغيرا | وبَطنَ الرِّكاءِ مِنْ مَوالِيَّ أقْفرا |
وكائنُ ترى مِنْ مَنهَلٍ بادَ أهلُهُ | وعيدعلى معروفه،فتنكرا |
أتاه قطا الأجباب من كل جانبٍ | فنقَّر في أعطانه،ثمَّ طيَّرا |
فإمَّا تَرَيْني قدْ أطاعَتْ جَنينَتي | وخيط رأسي بعدما كان أوفرا |
وأصبحت شيخاًأقصر اليوم باطلي | وأدَّيْتُ رَيْعانَ الصِّبا المُتَعَوَّرا |
وقدَّمْتُ قُدَّامي العصا أهتدي بها | وأصبحَ كَرِّي للصَّبابة ِ أعْسرا |
فقدْ كنتُ أُحْذي النابَ بالسيفِ ضربة ً | فأُبقي ثلاثاً والوظيف المكعبرا |
وأزجر فيها قبل تمِّ ضحائها | منيح القداح والصَّريع المجبَّرا |
تُخُيِّرَ نبعَ العَيْكَتَيْنِ ، ودونُه | مَتالِفُ هَضْبٍ تحبِسُ الطيرَ أوْعَرا |
فما زالَ حتى نالَهُ مُتَغَلْغِلٌ | تخَيَّرَ مِن أمثالِهِ ما تخيَّرا |
فشذب عنه النبع،ثم غدا به | مُجَلَّى ً ، منَ اللائي يُفَدَّيْنَ ، مِطْحَرا |
يطيعُ البَنانَ غَمزُهُ ، وَهْوَ مانعٌ ، | كأنَّ عليهِ زعفراناً معطَّرا |
تخِرُّ حِظاءُ النبعِ تحتَ جَبِينِهِ | إذا سَنَحَتْ أيدي المُفيضينَ صَدَّرا |
تبادره أيدي الرجال إذا بدت | نَواهد مِن أيدي السرابيلِ حُسَّرا |
وإني لأستحيي،وفي الحق مستحًى ، | إذاجاء باغي العرف أن أتعذرا |
إذا مِـتُّ عَنْ ذِكْرِ القوافي فلن ترى | لها تالِيــاً مِــثلي أطَبَّ وأشعرا |
وأكثر بيتاً مارداً ضربت له | حُزونُ جبالِ الــشِّعْرِ حتى تَيَّســرا |
أغر غريباً يمسح الناس وجهه | كما تمسحُ الأيدي الأغَرَّ المُشَهَّرا |
فإن تك عرسي نامت الليل كله | |
ألا ليت ليلى بين أجماد عاجفٍ | وتعشار أجلى في سريجٍ وأسفرا |
ولكنما ليلى بأرضٍ غريبة ٍ | تُقاسي إذا النجمُ العِراقيُّ غَوَّرا |
فإمَّا تَرَيْنا ألْحَمَتْنا رِماحُنا | وخِفَّة ُ أحلامٍ ضِباعاً وأنْسُرا |
فما نحن إلا من قرونٍ تنقِّصت | بأصغر مما لقيت وأكبرا |
وشاعر قومٍ معجبين بشعره | مدَدْتُ له طولَ العِنانِ فقَصَّرا |
لقد كان فينا من يحوط ذمارنا | ويحذي الكمي الزاعبي المؤمرا |
وينفعنا يوم البلاء بلاؤه | إذا استلحم الأمر الدثور المغمرا |
وخطارة لم ينضحالسلمفرجها | تُلَقِّحُ بالمُرَّانِ حتى تَشَذَّرا |
شَهِدْنا ، فلمْ نَحرِمْ صدورَ رماحِنا | مَقاتِلَها ، والمَشْرَفِيَّ المذَكَّرا |
وكنا إذا ماالخصم ذو الضعن هرنا | قَدَعْنا الجَمُوحَ ، واخْتلعْنا المُعَذَّرا |
نقومُ بجُلاَّنا ، فنكشِفُها معاً | وإن رامنا أعمى العشية أبصرا |
ويقدمنا سلاف حيٍّ أعزة ٍ | تحل جناحاً أو تحل محجرا |
كأنْ لمْ تُبَوِّئْنا عَناجِيجُ كالقَنا | جناباً تحاماه السنابك أخضرا |
ولم يجر بالأخبار بيني وبينهم | أشق سبوحٌ لحمه قد تحسرا |
كأنَّ يديهِ ، والغُلامُ يَكُفُّهُ ، | جناحان من سوذانق حين أدبرا |
أقب كسرحان الغضا راح مؤصلا | إذا خاف إدراك الطوالب شمرا |
أَلَهْفي على عزٍّ عزيزٍ وظِهْرَة ٍ | وظلٍ شبابٍ كنت فيه فأدبرا |
ولَهْفي على حَيَّيْ حُنَيْفٍ كِلَيْهِما | إذا الغيث أمسى كابي اللون أغبرا |
يذكرني حيي حنيف كليهما | حمامٌ ترادفن الرَّكِّيَّ المُعَوَّرا |
ومالي لا أبكي الديار وأهلها | وقدْ حَلَّها رُوَّادُ عَكٍّ وحِمْيَرا |
فإن بني قينان أصبح سربهم | بجرعاء عبسٍ آمناً أن ينفرا |