لِمَنِ الدِّيارُ بجانبِ الأحْفارِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لِمَنِ الدِّيارُ بجانبِ الأحْفارِ | فبتيلِ دَمْخٍ أو بِسَلْعِ جُزَارِ |
أمسَتْ تلوحُ كأنَّها عامِيَّة ٌ | والعهدُ كانَ بسالفِ الأَعْصارِ |
خلدت،ولم يَخْلُدْ بها مَنْ حَلَّهَا، | ذاتُ النِّطاق، فَبُرْقَة ُ الامْهَارِ |
فَرِياضُ ذي بَقَرٍ ، فحَزْمُ شقيقة ٍ | قفرٌ،وقد يغنين غير قفار |
بَعدَ المُرَوَّحِ والعَزِيبِ كأنَّه | حَرَجُ السَّلِيلِ، مُمَنَّعُ الأَدْبَارِ |
والعادِياتِ البَرْدِ كلَّ عشيَّة ٍ | قبَّ البطون كأنّهُنَّ صواري |
والمسمعات لدى الشُّروب كأنَّها | أدم الظِّباء نواعم الأبشار |
ومَجالسٍ تمشي الغَطارفُ بينَها | كالجنِّ ليس لبوسهم بنمار |
وإذا الشَّمال تَروَّحت بعشيَّة ٍ | ترمي البيوتَ بيابسِ الأحْظارِ |
ألفيتنا مرفوعة ً حجراتها | للضَّيف عند مزاحف الأيسار |
في مَجلِسٍ يُغْلونَ كلَّ عَبِيطة ٍ | في محفلٍ سبطين غير زمار |
ومُعَرَّسٍ تجِبُ القلوبُ مَخافة ً | منه، وتبدي خافي الأسرار |
ننتابه غرضين عند صوافنٍ | وضوامرٍ يصرفن بالأكوار |
حتَّى إذا ما الصُّبح شق أديمه | للقومِ أوْقَدوا على الإبْصارِ |
جدَّت قرينتهم على ما خيَّلت | وغَدَتْ تُبَشِّرُ طَيرُهمْ بغِوَارِ |
وضربنَ من نظر وأعرض سارحٌ | سَبطُ المَشافِرِ ساقطُ الأوبارِ |
يقطعن عرض الأرض غير لواغبٍ | وكأنَّ مُحْزِنَها لهُنَّ صَحاري |
فقضين ما قضَّين ثمَّ تركنهم | عُزُبَ المَباءَة ِ غُيَّبَ الأَنْفارِ |