أَاَلْيَوْمَ بانَ الحَيُّ أَمْ وَاعَدُوا غَدَا؟
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَاَلْيَوْمَ بانَ الحَيُّ أَمْ وَاعَدُوا غَدَا؟ | وقدْ كانَ حادِي البَيْنِ بالبَينِ أوْعَدا |
تَيَمَّمْ خَبْتاً حَادِيا أُمِّ حَاجِزٍ | فَشَطَّا ، وجارا عنْ هَواكَ فأبْعَدا |
إذا لَبَّثا عَقْدَ القِبَالِ لحاجة ٍ | بِدَيْمُومَة ٍ غَبْرَاءَ خَبَّا وخَوَّدَا |
لَعَمْري لئنْ أمسى قَبِيصَة ُ مُمسِكاً | بِحَبْلِ وَفَاة ٍ بَيْنَ كَفَّيْنِ مُسْنَدَا |
لقَدْ قَطَعَ الإِجْذَامُ عَنهُ بِمَوْتِهِ | بَواكيَ لا يذخَرْنَ دمعاً ، وعُودَّدا |
فلمَّا رأيتُ الحَيَّ خَفَّ نَعامُهمْ | بِمُسْتَلْحَقٍ مِنْ آلِ قَيْسٍ وأَسْوَدَا |
تَلافَيْتُ إذْ فاتوا لَحاقي بدعوة ٍ | وكيفَ دعائي عامراً قدْ تجَرَّدا |
على أمرِهِ ، والحزمُ بيني وبينَه ، | يرى غيرَ ما أهوى منَ الأمرِ أرْشَدا |
ولكِنْ بِوَاهِي شَنَّتَيْ مُتَعَجِّلٍ | عَلَى ظَهْرِ عَجْعَاجٍ مِنَ الجُونِ أَجْرَدَا |
أَرَذَّا ، وقدْ كانَ المَزادُ سِواهُما ، | عَلَى دُبُرٍ مِنْ صَادِرٍ،قَدْ تَبَدَّدَا |
وكنْتُ كَذِي الآلاَفِ سُرِّبْنَ قَبْلَهُ | فَخَنَّ،وقَدْ فُتْنَ البَعِيرَ المُقَيَّدَا |
أَشَاقَكَ رَبْعٌ ذُو بَنَاتٍ ونِسْوَة ٍ | بِكِرْمَانَ يُسْقَيْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدَا |
لكَ الخيرُ هلْ كانتْ مدينة ُ فارسٍ | لأَهْلِكَ حَمّاً أَمْ لأُمِّكَ مَوْلِدا |
وإنَّا وإياكمْ ومَوعدُ بينَنا | كمِثلِ لَبِيدٍ يومَ زايَلَ أرْبَدا |
وحَدَّثَهُ أَنَّ السَّبِيل ثَنِيَّة ٌ | صَعُوداءُ تدعو كلَّ كهلٍ وأمْرَدا |
صعُوداءُ ، مَنْ تُلْمِعْ بهِ اليومَ يأتيها | ومَنْ لا تَلَهَّ بالضَّحَاءِ فأوْرَدا |
فأمسيْتُ شيخاً لا جميعاً صبابَتي | ولاَ نَازِعاً مِنْ كُلِّ مَارَابَنيِ يَدَا |
تَزَوَّدَ رَيَّا أُمِّ سَهْمٍ مَحَلَّهَا | فُرُوعَ النِّسَارِ فَالبَدِيَّ فَثَهْمَدَا |
تَرَاءَت لَنَا يَوْمَ النِّسَارِ بِفَاحِمٍ | وسُنَّة ِ رِيمٍ خَافَ سَمْعاً فَأَوْفَدَا |
قَطُوفُ الخُطى ، لا يبلُغُ الشِّبْرَ مَشيُها | ولا ما وراءَ الشِّبْرِ ، إلاَّ تأوَّدا |
تأوُّدَ مظلومِ النَّقا خَضِلَتْ بهِ | أَهاليلُ يومٍ ماطرٍ فتَلَبَّدا |
فلَبَّدَهُ مَسُّ القِطارِ ، وزَخَّهُ | نِعاجُ رُؤافٍ قبلَ أنْ يتشَدَّدا |
فَخَبَّرَ عَنْهُمْ رَاكِبٌ قَذَفَتْ بِهِ | مَطِيَّة ُ مِصْرٍ،لَحمُهَا قدْ تَخَدَّدَا |
مُسَامِيَة ٌ خَوْصَاءُ ذَاتُ مَخِيلَة ٍ | إذا كانَ قَيْدُومُ المَجَرَّة ِ أَقْوَدا |
دَلُوقُ السُّرَى يَنْضُو الهَمَالِيجَ مَشْيُهَا | كما دَلَقَ الغِمْدُ الحسامَ المُهَنَّدا |
غَدَتْ عَنْ جَبِينٍ تَمْزُقُ الطيْر مَسْكَهُ | كمَزْقِ اليماني السابِرِيَّ المُقَدَّدا |
ولمْ ترَ حَيّاً كانَ أكثرَ قوَّة ً | وأَطْعَنَ في دينِ الملوكِ وأَفْسَدا |
نُصَبْنا رِماحاً فوقَها جَدُّ عامرٍ | كظِلِّ السماءِ كلَّ أرضٍ تعَمَّدا |
جُلُوساً بِهَا الشُّمُّ العِجَافُ كأَنَّهُمْ | أُسودٌ بتَرْجٍ أو أُسودٌ بِعِتْوَدا |
وكُلُّ عَلَنْدَاة ٍ جَعَلْنَا دَوَاءَهَا | على عهدِ عادٍ أنْ تقاتَ وتُرْبَدا |
ومُخْلَصَة ً بِيضاً كَأَنَّ مُتُونَهَا | مَدَبُّ دَباً طِفلٍ تَبَطَّنَ جَدْجَدا |
وأجْدرَ مِنَّا أنْ تَبيتَ نساؤُهمْ | نِيَاماً إِذَا داعي المَخافَة ِ نَدَّدَا |
وأكثرَ منَّا ذا مَخاضٍ يَسُوقُها | لِيَنْتِجَهَا قَوْمٌ سِوَانَا ونُحْمَدَا |
وأَخْلَجَ نَهَّاماً إذا الخيلُ أوْعَثَتْ | جَرَى بِسِلاَحِ الكَهْلِ والكَهْلِ أَحْرَدَا |
وأعظمَ جُمهوراً منَ الخيلِ خَلفَهُ | جماهيرُ يَحْمِلْنَ الوَشيجَ المُقَصَّدا |
تَخَرَّمُ خَفَّانَيْنِ،واللَّيْلُ كَانِعٌ، | وكَشْحاً وآلاتٍ ، تُغاوِلُ مِعْضَدا |