دعَتْنا بكهفٍ مِنْ كُنابَيْنِ دعوة ً ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دعَتْنا بكهفٍ مِنْ كُنابَيْنِ دعوة ً ، | على عَجَلٍ ، دَهْماءُ ، والرَّكْبُ رائِحُ |
فَقُلْتُ وقَدْ جَاوَزْنَ بَطْنَ خُمَاصَة ٍ: | جَرَتْ دونَ دَهماءَ الظِّباءُ البَوارِحُ |
أَتَى دُونَهَا ذَبُّ الرِّيَادِ زكَأَنَّهُ | فتى ً فارِسيٌّ في سَراويلَ رامحُ |
وما ذِكْرُهُ دهماءَ ، بعدَ مَزترِها | بنَجْرانَ ، إلاَّ التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ |
عَفا الدارَ مِنْ دهماءَ بعدَ إقامة ٍ | عَجَاجٌ بجَنْبَيْ مَنْدَدٍ مُتَناوِحُ |
فَصِخْدٌ فَشِسْعَى مِنْ عُمَيْرَة َ فاللِّوى | يَلُحْنَ كَما لاَحَ الوُشُومُ القَرَائِحُ |
إِذَا النَّاسُ قَالُوا:كَيْفَ أَنْتَ وقَدْ بَدَا | ضَمِيرُالَّذِي بي،قُلْتُ لِلنَّاسِ:صَالِحُ |
لِيَرْضَى صَدِيقٌ،أوْ لِيَبْلُغَ كَاشِحاً | ومَا كُلُّ مَنْ سَلفْتَهُ الوُدَّ نَاصِحُ |
إذا قِـ ـيلَ: مَنْ دهماءُ؟ خَبَّرْتُ أنَّها | مِنْ الجِنِّ لَمْ يَقْدَحْ لَهَا الزَّنْدَ قَادِحُ |
وكيفَ ، ولا نارٌ لدَهماءَ أُوقِدَتْ | قَرِيباً،ولاَ كَلْبٌ لِدَهْمَاءَ نَابِحُ |
وإنِّي لَيَلْحاني على أنْ أحبَّها | رجالٌ تُعَزِّيهمْ قلوبٌ صَحائحُ |
ولَوْ كَانَ حُبِّي أُمَّ ذِي الوَدْعِ كُلُّهُ | لأهْلِكِ مَالاً،لَمْ تَسَعْهُ المَسَارِحُ |
أَبَى الـهَجْرَمِنْ دَهْمَاءَ والصَّرْمَ أَنَّنيِ | مُجِدٌّ بدَهماءَ الحديثَ ومازحُ |
ويوماً على نَجْرانَ وافَتْ فخِلْتُها | كأحسنِ ما ضَمَّتْ إليَّ الأباطحُ |
بمَشْيٍ كهَزِّ الرُّمْحِ ، بادٍ جَمَالُهُ | إذا جَذَفَ المَشيَ القِصَارُ الدَّحادِحُ |
ولستُ بناسٍ قَولَها إذْ لَقِيتُها: | أَجِدِّي نَبَتْ عَنْكَ الخُطُوبُ الجَوَارِحُ |
نَبا ما نبا عنِّي منَ الدهرِ ماجِداً | أُكارِمُ مَنْ آخَيْتُهُ وأسامحُ |
وإنِّي إذا مَلَّتْ رِكابي مُنَاخَها | رَكِبْتُ ، ولم تَعجَزْ عليَّ المَنادحُ |
وإنِّي إذا ضَنَّ الرَّفُودُ برِفْدِهِ | لَمُخْتَبِطٌ مِنْ تَالِدِ المَالِ جَازِحُ |
وعَاوَدْتُ أَسْدَامَ المِيَاهِ ولمْ تَزَلْ | قَلائصُ تحتي في طريقٍ طَلائحُ |
تظلُّ تُغَشِّي ظِلَّها سَدَراتِها | وتُعْقَدُ في أَرْساغِهِنَّ السَّرائحُ |
وتُولِجُ في الظِّلِّ الزَّنَاءِ رُؤوسَهَا | وتَحسَبُها هِيماً وهُنَّ صَحائحُ |
كَأَنَّ مُنَحَّاهَا إِذَا الَّشْمُس أَعْرَضَتْ | وأَجْسَامَهَا تَحْتَ الرِّحَالِ النَّوَائِحُ |