أرشيف الشعر العربي

وغَيْثٍ مَرِيعٍ لم يُجَدَّعْ نَباتُهُ

وغَيْثٍ مَرِيعٍ لم يُجَدَّعْ نَباتُهُ

مدة قراءة القصيدة : دقيقة واحدة .
وغَيْثٍ مَرِيعٍ لم يُجَدَّعْ نَباتُهُ وَلَتْهُ أَهَالِيلُ السِّمَاكيْنِ مُعْشِبِ
بَسَرْتُ ، وغَنَّاني الذبابُ عَشِيَّة ً بذابلِهِ ، والشمسُ لمَّا تَغَيَّبِ
وللشمسِ أسبابٌ كأنَّ شُعاعَها مَمَدُّ حِبَالٍ في خِبَاءٍ مُطنبِ
بذي مَيْعَة ٍ ، كأنَّ بعضَ سِقَاطِهِ وتَعْدائِهِ رِسْلاً ذآليلُ ثعلبِ
جرى قَفِصاً ، وارتَدَّ مِنْ أَسْرِ صُلْبِهِ إلى موضِعٍ مِنْ سَرجِهِ ، غيرَ أحْدَبِ
كأنَّ ذُناباهُ ومَنْسِجَ مَتنِهِ مَدَاحِضُ وَقْعِ القَطْرِ عَنْ تَيْسِ حُلَّبِ
يكادُ برِجْلَيْهِ يَطيرُ ، وبَطنُهُ بَطِيِّ رِداءِ الراكبِ المُتَلَبِّبِ
ومُستَكبِرٍ ، مَنْ باتَ حاجبَ بابِهِ مِنَ الناسِ،إِلاَّ ذَا المَهَابَة ِ،يُحْجَبِ
بَدا كعتيقِ الطيرِ قاصرَ طَرفِهِ مُسَرْبَلَ دِيبَاجِ القَمِيصِ المُطَيَّبِ
عرضْتُ بأجْدالٍ لهُ ، فصرَفْتُهُ مُدَافَعَة ً عَنْ ذَنْبِ آخَرَ مُذْنِبِ
فَرُحْتُ بِبُرْدَيْهِ،ومَنْ كَانَ عِنْدَهُ يَعَضُّ البَنَانَ مِنْ عَدُوٍّ ومُعْجَبِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن مقبل) .

أَاَلْيَوْمَ بانَ الحَيُّ أَمْ وَاعَدُوا غَدَا؟

فلوْ قَبْلَ مَبكاهَا بكيتُ صَبَابة ً

وغَيْثٍ مَرِيعٍ لم يُجَدَّعْ نَباتُهُ

بلاحِبٍ كَمَقَدِّ المعْنِ وَعَّسَهُ

كأنَّ سخالهَا بِلِوَى سُمَارٍ


مشكاة أسفل ٣