خذ يوما خارجَ هذا الموت اليومي !
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خذ ْ يوما ً خارجَ هذا الموت ِ اليومي | إقطعهُ من العمر ِ المتناثر في الهمِّ | وعلــّقهُ بسقف المعنى ... | حاول ألا تفـتحَ فيه فضاءَ القيءِ | فأنك متسخ ٌ حدّ اللعنة ِ | واخترْ أجملَ منشفة ٍ عندكَ | ضعْها في كيس ٍ يدويّ مثلَ السائح ِ | عطرْها إن شئتَ برائحة ِ اللوز ِ أو اللافندر ِ | أو ما يتيسر من رائحة ِ النعناع ِ | وضعْ معها كرة ً وشطيرة َ تفاح ٍ | واذهبْ للبحر ِ | وحين تطلُّ عليه تأملــْهُ قليلا | وانظر في أفق ٍ أبعدَ من لحظتك الآنية ِ حتى تفقدَ في عينيك الوقت َ | هنالكَ إفرش منشفة َ العطر ِ على رمل ِ الساحل ِ | واغمضْ عينيكَ | ولا تسندْ رأسكَ ، دعْها تترنحُ فوق الرمل ِ مباشرة ً | وإذا مرّ بقربكَ شخصٌ يحمل مذياعا وسمعتَ مذيعَ النشرة ِ | أغلق أذنيكَ ، رجاء ً أغلق أذنيك ! | لماذا تنهض مثل غريق ٍ كي تسمعَ أخبارَ اليوم ِ؟ | لماذا تتبعُ حاملَ مذياع ٍ يعبرُ قربكَ | دعهُ يمرّ وخذ يوما خارج هذا الموت اليومي | لماذا تطلبُ أن يرفع صوتَ المذياع ِ قليلا | لم يمض ِ عليك سوى خمس ِ دقائقَ | أفسدتَ العطرَ | وأغنية َ البحر ِ | وعدتَ سريعا مثلَ حمام المنزل ِ | تبحثُ عن عشكَ | هذا الحزنُ المنقوع ُ بماء الروح ِ سريرُكَ | هذا الصمتُ الغارقُ في عينيكَ غناؤكَ | هذي الحيرة ُ زادُكَ | هذا التاريخُ مراياكَ : طغاة ٌ ، مدنٌ خائفة ٌ ، موتٌ وحصاراتٌ | والبحرُ بعيدٌ | وبعيدٌ جدا ..... | |