بَرَتْ لَكَ حَمَّاءُ العِلاطِ سَجُوعُ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
بَرَتْ لَكَ حَمَّاءُ العِلاطِ سَجُوعُ | وداعٍ دعا منْ خلّتيكَ نزيعُ |
وَلُوعٌ وذِكْرَى أَوْرَثَتْكَ صَبَابَة ً | أَلاَ إِنَّمَا الذِّكْرَى هَوى ً وَولُوعُ |
على أنْ سلمَى لاَ منَى منكَ دارُها | إذا ما نواهَا عامرٌ ومنيعُ |
ولَمْ يُر مِنَّا قَاتِلٌ مِثْلُ عَامِرٍ | ولاَ مثلُ سلمَى مشترى ً ومبيعُ |
وظلاًّ بدارٍ منْ سليمَى ، وطالَ مَا | مضَى باللِّوَى صيفٌ لهَا وربيعُ |
أَعَامِ، دِني إِذْ حُلْتَ بَيْني وبَيْنَها | وإِلاَّ فَهَبْها دِمْنَة ً سَتَضِيعُ |
فَآَلَيْتُ أَلْحِي عَاشِقاً مَاسَرى القَطَا | وأجدرَ منْ وادِي نطاة َ وليعُ |
أسلمَى ألَّمتْ، أمْ طوارقُ جنَّة ٍ، | هواكَ، إذا تكرَى ، لهنَّ ضجيعُ |
وتبذُلُ لي سلمَى إذا نمتُ حاجَتي | تُلْفَى خِلالَ النُّبْهِ وَهْيَ مَنُوعُ |
إِذَا ذُكِرَتْ سَلْمَى لَهُ فَكَأَنَّما | يغلغلُ طفلٌ في الفؤادِ وجيعُ |
كَأَنَّ الحَشَا مِنْ ذِكْرِ سَلْمَى إِذَا اعْتَرَى | جَناحٌ حَدَتْهُ الجِرْبِيَاءُ لَمُوعُ |
جَناحُ قُطَامِيٍّ رَأَى الصَّيْدَ باكِراً | وقَدْ بَاتَ يَعْرُوهُ طَوى ً وصَقِيعُ |
فَمَا أَنْسَ مِلْ أَشْياءِ لاَ أَنْسَ مَيْعَة ً | منَ العيشِ إذْ أهلُ الصَّفاءِ جميعُ |
وإِذْ دَهْرُنا فِيهِ اغْتِرَارٌ، وطَيْرُنا | سَوَاكِنُ في أوْكَاِهِنّ وُقُوعُ |
كأنْ لمْ تقظْ سلمَى على الغمرِ قيظة ً | ولَمْ يَنْقَطِعْ مِنْها بِفَيْدَ رَبِيعُ |
بَلَى ، قَدْ رَأَيْنا ذَاكَ إِذْ نَحْنُ جِيرَة ٌ | ولكنَّ سلمَى للوصالِ قطوعُ |
كَأَنْ لَمْ يَرُعْكَ الظَّاعِنُونَ، ألاَ بَلى | ومِثْلُ فِرَاقِ الظَّاعِنينَ يَرُوعُ |
غَدَوْا وغَدَتْ غِزْلاَنُهُمْ وكَأَنَّها | ضوامنُ غرمٍ ما لهنَّ تبيعُ |
خَوَاشِعُ كَالهَيْمَى يَمِدْنَ مِنَ الهَوَى | وذُو البَثِّ فِيهِ كِلَّة ٌ وخُشُوعُ |
يراقبنَ أبصارَ الغيارَى بأعينُ | غَوَارِزَ مَا تِجْرِي لَهُنَّ دُمُوعُ |
ويُحْدِثُ قَلْبي كُلَّ يَوْمٍ شَفَاعَة ً | لَهُنَّ، ومَا لي عِنْدَهُنَّ شَفِيعُ |
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ بِصَحْرَاءِ دَارَة ٍ | إلَى وَارِدَاتِ الأرْيَمَيْنِ رُبُوعُ |
وهَلْ بِخَلِيفِ الخَلِّ مَمَّنْ عَهِدْتُهُ | بِهِ غَيْرُ أُحْدَانِ النَّواشِطِ رُوعُ |
وهلْ لليالينا بنعفيْ مليحة ٍ | وأيَّامِهِنَّ الصَّالِحَاتِ رُجُوعُ |
ولستُ براءٍ منْ مروراة َ برقة ً | بِهَا آلُ سَلْمَى والجَنَابُ مَرِيعُ |
ولاَ منشداً، ما أبرمَ الطَّلخُ، سامراً | وقدْ مالَ منْ ليلِ التَمامِ هزيعُ |
كواعبَ أتراباً، تراخَى بهَا الهوَى ، | وأَخْلَى لَهَا مِنْ ذِي السُّدَيْرِ بَقِيعُ |
قَضَتْ مِنْ عَيَافٍ والطَّرِيدَة ِ حَاجَة ً | فهنَّ إلى لهْوِ الحديثِ خضوعُ |
فَجِئْتُ انْسِلاَلَ السَّيْلِ أَقْتَارُ غِرَّة ً | لَهُنَّ، ولي مِنْ أَنْ أَعِنَّ ذَرِيعُ |
جَرَى صَبَباً أَدَّى الأمانَة َ بَعْدَمَا | أشاعَ بلوماهُ عليَّ مشيعُ |
فَبَاتَتْ بَنَاتُ اللَّيْلِ حَوْلِيَ عُكَّفاً | عكوفَ البواكي بينهُنَّ صريعُ |
عفائفُ إلاّ ذاكَ، أوْ أنْ يصورَهَا | هَوى ً والهَوَى لِلْعاشِقينَ صَرُوعُ |
ومَا جلسُ أبكارٍ أطاعَ لسرحِها | جنَى ثمرٍ بالواديينِ وشوعُ |
عِشَارٍ وُعوذٍ أَشْبَعَت طَرِفَاتِها | اُصُولٌ لَهَا مُسْتَكَّة ٌ وفُرُوعُ |
يرعنَ لمسرابِ الضُّحَى ، متأنِّفٍ | ضواحي رباً، تحنُو لهنَّ ضلوعُ |
إِذَا مَا تَأَوَّتْ بالخَليِّ بَنَتْ بِهِ | شَرِيجَيْنِ مِمَّا تَأْتَرِي وتُتِيعُ |
إذا لمْ تجدْ بالسَّهلِ رعياً تطرَّقتْ | شماريخَ لمْ ينعقْ بهنَّ مشيعُ |
مَتَى مَا تُرِدْهَا لاَ تَنَلْهَا ودُونَها | دروءٌ تردُّ العفرَ وهوَ رجيعُ |
تَرَى بَدَنَ الأَرْوَى بِهَا كُلَّ شارِقٍ | لهُ كننٌ منْ دونِها وسلوعُ |
يَحُكُّ صَلاَهُ عَقْرَبَاهُ، ويَقْتَرِي | مَسَايِلَ خُضْراً بَيْنَهُنَّ وَقِيعُ |
إذَا مَا رَجُلُّ اليَوْمِ رَاحَتْ وبَعْضُها | إلى الحَيِّ بَعْضاً كَالصِّلاَلِ يَصُوعُ |
تَبِيتُ بِأَجْنَاحٍ لَدَى الحَيِّ شَثْنَة ٍ | وتُضْحِي بِجَرِّ الهَضْبِ وَهْيَ رُتُوعُ |
مُخَضَّرَة ِ الأوْسَاطِ، عَارِيَة ِ الشَّوَى | وبالهامِ منْها نظرة ٌ وشنوعُ |
بِماءِ سَمَاءٍ غَادَرَتْهُ سَحَابَة ٌ | كَمَتْنِ اليَمانِي سُلَّ وَهْوَ صَنِيعُ |
بِأَطْيَبَ مِنْ فِيها إِذَا مَا تَقَلَّبَتْ | منَ اللَّيلِ وسنَى والعيونُ هجوعُ |
ومُسْتَأْنِسٍ بِالقَفْرِ رَاحَ تَلُفُّهُ | طَبَائِخُ شَمْسٍ وَقْعُهُنَّ سَفُوعُ |
تُنَشِّفُ أَوْشَالَ النِّطَافِ، ودُونَهَا | كُلَى عِجَلٍ مَكْتُوبُهُنَّ وَكِيعُ |
يظلُّ يساميها إذا وقدَ الحصَى | وقَادَ مَليعٌ طَرْفَهُ ومَلِيعُ |
يبلُّ بمعصورٍ جناحيْ ضئيلة ٍ | أفاويقَ، منها هلَّة ٌ ونقوعُ |
كما بلَّ مثنَى طفية ٍ نضحُ عائطٍ | يُزَيِّنُها كِنٌّ لَها وسُفُوعُ |
ومنزلة ٍ تغدو بهَا الشَّمسُ حاسراً | إذا ذرَّ منها بالغداة ِ طلوعُ |
كَأَنَّ الصُّوَى فِيهَا إِذَا مَا اسْتَخَلْتَها | عَقِيرٌ بِمُسْتَنِّ السِّرَابِ يَكُوعُ |
تَرَى العِينَ فِيهَا مِنْ لَدُنْ مَتَعَ الضُّحَى | إِلَى اللَّيْلِ في الغَيْضَاتِ وهْيَ هُكُوعُ |
تَقَمَّعُ في أَظْلاَلِ مُحْنِطَة ِ الجَنَى | صَحَاحَ المَآقِي، مَابِهنَّ قُمُوعُ |
تُلاَوِذُ مِنْ حَرّ يَكَادُ أُوَارُهُ | يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبَّ وَهْوَ خَدُوعُ |
إذا اخْتَلَطَ الرِّتَاكُ مَالَتْ سَرَاتُهُ | علَى يسراتٍ أوبهنَّ ذريعُ |
تَقَلْقَلَ شَهْراً دَائِماً كُلَّ لَيْلَة ٍ | تَضُمُّ بَوَانِيهِ عُرى ً ونُسُوعُ |
وقَدْ آلَ مِنْ أَشْرَافِهِ، وتَجَرَّمَتْ | مِنَ الضَّمِّ أَنْسَاءٌ لَهُ وبَضِيعُ |
فعرَّستُ لمَّا استسلمَتْ بعدَ شأوهِ | تنائفُ ما نجابهنَّ هجوعُ |
تَأَوَّبَني فِيها عَلَى غَيْرَ مَوْعِدٍ | أَخُو قَفْرَة ٍ يَضْحَى بِهَا ويَجُوعُ |
مِنْ الزُّلِّ هِزْلاَجٌ، كَأَنَّ بِرِجْلِهِ | شِكَالاً مِنَ الإقْعَاءِ وَهُوَ مَلُوعُ |
كَذِي الظَّنِّ لاَ يَنْفَكُّ كَأَنَّهُ | أَخُو جَهْرَة ٍ بالعَيْنِ وَهْوَ خُدُوعُ |
فألقيتُ رحلي، واحزألَّ كأنَّهُ | شَفاً مُجَنَحٌ، في مُنْحَنَاهُ ضُجُوعُ |
فقلتُ: تعلَّمْ يا ذؤالَ، ولاَ تخُنْ | ولاَ تنخنعْ للَّيلِ، وهوَ خنوعُ |
ولاَ تعوِ واستحرز، وإنْ تعوِ عيَّة ً | تصادفْ قرَى الظَّلماءِ وهوَ شنيعُ |
فَلَمَّا عَوَى لِفْتَ الشِّمَالِ سَبَعْتُهُ | كمَا أنا أحياناً لهنَّ سبوعُ |
دَفَعْتُ إِلَيْهِ سَلْجَمَ اللَّحْيِ، نَصْلُهُ | كَبَادِرَة ِ الحُوَّاءِ، وَهُوَ وَقِيعُ |
تزلزلَ عنْ فرعٍ كأنَّ متونَها | بِهَا مِنْ عَبِيطِ الزَّعْفَرانِ رُدُوعُ |
مِنَ المُرْزِمَاتِ الملْسِ لَمْ تُكْسَ جُلْبَة ً | ولكِنْ لَهَا إِطْنَابَة ٌ ورَصِيعُ |
فراغٌ، عوارِي اللِّيطِ، تكسَى ظباتُها | سَبَائِبَ، مِنْها جَاسِدٌ ونَجِيعُ |
هَتُوفٌ، عَوَى مِنْ جَانبَيْها مُحَدْرَجٌ | ممرٌّ، كحلقومِ القطاة ِ، بديعٌ |
إِذَا اخْتَلَجَتْها مُنْجَيَاتٌ كَأَنَّها | صدورُ عراقٍ، ما بهنَّ قطوعُ |
أرَنَّتْ رَنِيناً يدْلِقُ السَّهْمَ حَفْزُهَا | إِذَا حَانَ مِنْهُ بالرَّمِيِّ وُقُوعُ |
وإنْ عادَ فيهَا النَّزعُ تأبى بصلبِها | وتقبلُ منْ أقطارِها فتطيعُ |
يُؤَلِّفُ بَيْنَ القَوْمِ بُغْضي، ومَالَهُمْ | سِوَى فَرْطِ إِجْمَاعٍ عَلَيَّ جَمِيعِ |
عدوٌّ عدوُّ الأصلِ، والأصلُ بعضُهُمْ | عليَّ لبعضٍ في الأمورِ ضلوعُ |
ومَا بيَ منْ شكوى ً لنفسيَ منهُمُ | ولاَ جَزَعٍ، إِنِّي إذاً لَجَزُوعُ |
ولكِنْ أَرَى مِنْهُمْ أُمُوراً تُرِيبُني | بِهِمْ، وَلَهُمْ مُنْدُوحَة ٌ وَدَسِيعُ |
ومولى ً رمينا نحوَهُ، وهوَ مدغلٌ | بأعراضنَا، والمندياتُ شروعُ |
إذا ما رآنَا شدَّ للقومِ صوتَهُ | وإِلاَّ فَمَدْخُولُ الغَنَاءِ قَدُوعُ |
أَخَذْنَا لَهُ مِنْ أَمْنَعِ الحَيِّ بَعْدَنَا | ظُلاَمَتَهُ، فَانْسَاحَ وَهْوَ مَنِيعُ |
أَرَى حَسَبِي لاَ يَسْتَطِيعُ كِفَاءَهُ | عَلَى أَنَّني أَهْفُو لَهُ وأَرِيعُ |
أسايرُهُ، لا يائسٌ منْ جماعهِ | ولاَ لِمَسَاعٍ مِنْ بِنَاهُ مُضِيعُ |
وشيَّبني أنْ لاَ أزالَ مناهضاً | بغير ثراً أثرو بهِ وأبوعُ |
وأنَّ ذوي الأموالِ أضحَوْا وما لهُمْ | لَهُمْ عِنْدَ أَبْوَابِ المُلُوكِ شَفِيعُ |
ويُتْرَكُ أَمْثَالِي، عَلَى أَنَّ سَعْيَنَا | سَنَا الأَصْلِ عِنْدَ المُضْلِعَاتِ رَفُوعُ |
أبٌ نابهٌ، أوْ عمُّ صدقٍّ إذا غدَا | دفوعٌ لأبوابِ الملوكِ قروعُ |
تكارُهُ أعداءُ العشيرة ِ رؤيتي | وبالكَفِّ عَنْ مَسِّ الخِشَاشِ كُنُوعُ |
أمخترمِي ريبُ المنونِ ولمْ أنلْ | منَ المالِ مَا أعصي بهِ وأطيعُ |
ومَنْ يَفْتَرِقْ في الأَمْرِ يُغْضِ عَلى قَذى ً | ويكفَ ببعضِ الضَّيمِ وهوَ قنوعُ |
أنَا ابنُ حماة ِ المجدِ في كلِّ موطنٍ | إذا جعلَتْ خورُ الرِّجالِ تهيعُ |
بنُو الحربِ، لا يُلفَى بنبعة ِ عودِهمْ، | إذا امترسَتْ بهَا الأكفُّ، صدوعُ |