أَصَاحِ، ألاَ هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى هَنْدِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أَصَاحِ، ألاَ هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى هَنْدِ | ورِيحِ الخُزامَى غَضَّة ً بالثَّرَى الجَعْدِ |
وهلْ لليالينا بذِي الرِّمثِ رجعة ٌ | فتشفي جوَى الأحشاءِ منْ لاعجِ الوجْدِ |
كأنْ لمْ تخدْ بالوصل، يا هندُ، بيننا | جَلَبْنَاهُ أَسْفارٍ، كَجَنْدَلَة ِ الصَّمْدِ |
بلَى ، ثمَّ لمْ نملكْ مقاديرَ سدِّيَتْ | لَنَا مِنْ كَدَا هِنْدٍ، عَلَى قَلَّة ِ الثَّمْدِ |
وقدْ كنتُ شمتُ السَّيفَ بعدَ استلالهِ، | وحَاذَرْتُ يَوْمَ الوَعْدِ مَا قِيلَ في الوَعْدِ |
ولي في مُمِضَّاتِ الهَجَاءِ عَنِ الخَنَا | مناديحُ في جوزٍ منْ القولِ أوْ قصدِ |
أَحِينَ تَراءَتْني مَعَدٌّ أمَامَهَا | وجُرِّدْتُ تَجْرِيدَ الحُسَامِ مِنَ الغِمْدِ |
وجَارَيْتُ، حَتَّى مَا تُبَالِي حَوَالِبِي | أَذَا صَاحِبٍ جَارَانِيَ النَّاسُ أمْ وَحْدي |
تَمَنَّى سِقَاطِي المُقْرِفُونَ، وقَدْ بَلَوْا | مواطنَ لافاني الشَّبابِ ولا وغدِ |
فإنْ أنا لمْ أفطمْ تميماً وعمَّها | فَلا يَحْذَرُوا لأُمَّتي شاعِراً بَعْدي |
ونُبِّئْتُ أنَّ القَيْنَ زَنَّى عَجُوزَهُ | قُفيزة َ أمَّ السَّوءِ أنْ لمْ يكدْ وكْدِي |
سأسنَحُ فليسنحْ، فميعادُنَا المدَى | مَدَى البُعْــدِ إِنْ يَــصْبِرْ إلَى غَايَة ِ البُعْدِ |
ولمّا حبتْ عكلٌ وضبَّة ُ نصرَها | تَميماً وَجَدْنَا.. ـما أَلَمَ الجَهْدِ |
لَقُوا عِنْدَ رَأسِ الخَطِّ مِنِّي ابْنَ حُرَّة ٍ | بُعَيْدَ النَّدَى يَأْوِي إِلى سَنَدٍ نَهْدِ |
فتى ً لمْ يسوِّقُ بينَ كاظمة ِ النَّدى | وصَحْراءِ فَلْجٍ ثَلَّة َ الحَذَفِ القَهْدِ |
ولمْ تنتطقْ بحريّة ٌ منْ مجاشعٍ | عليهِ، ولمْ تدعمْ لهُ جانبَ المهدِ |
فَما لَكَ مِنْ نَجْدٍ ولا رَمْلٍ عَالِجٍ | إلى مُضَرِ الفَجِّ المُيامِنِ مِنْ زَنْدِ |
وما لكَ منْ برِّ العراقِ وبحرهِ | سِوَى السَّيْفِ................. |
أغصَّتْ عليكَ الأرضَ قحطانُ بالقنا | وبالهندُوانيَّاتِ والقرَّحِ الجرْدِ |
فَكُنْ دُخَساً في البَحْرِ، أَوْ جُزْ وَرَاءَهُ | إِلى الهِنْدِ، إِنْ لَمْ تَلْقَ قَحْطَانَ بِالهِنْدِ |
فإنْ تلقهُمْ يوماً علَى قيدِ فترة ٍ | مِنَ الأمْرِ تَخْتَرْ قُرْبَ قَيْسٍ عَلَى البُعْدِ |
ومنْ يكُ يهدي أوْ يضلُّ اتِّباعُهُ | فإنَّ تميماً لا تُضلُّ ولا تهْدي |
هجتْني تميمٌ أنْ تمنَّيتُ أنَّها، | إذا حُشرتْ، والأزدَ في جنَّة ِ الخُلدِ |
مقيمينَ فيهَا جيرة ً، ليسَ بينهُمْ | خفيرٌ، ولوْ كانُوا منَ العيشِ في رغدِ |
وهلْ ليَ ذنبٌ إنْ جلتِ منْ بلادهَا | تَمِيمٌ، ولَمْ تَمْنَعْ حَرِيماً مِنَ الأزْدِ |
وجاءتْ لتقضي الحقدَ منْ أبلاتِها | فثنَّتْ لهَا قحطانُ حقداً علَى حقدِ |
شَأَوْاكَ إِذْ لاَ دِينَ نَرْعَى ، فَلَمْ تَزَلْ | تَبِيعاً لَنَا، نُجْدِي عَلَيْكَ ولاَ تُجْدِي |
وجرِّبتَ يومَ الأزدِ، والدِّينُ قدْ دجَا | عليكَ، فلمْ تمنعُهُمُ خطَّة َ الضَّهدِ |
ترادي بكدَّانِ الدَّنا كهفَ طيِّىء ٍ، | فأبصرْ أبا رغلاتِ صخرة َ منْ تردِي |
ونَحْنُ أَجَارَتْ بالأُقَيْصِدِ هَامُنَا | طهيَّة َ يومَ الفارعينْ بلاَ عمدِ |
ونحنُ ترغَّمنَا لقيطاً بعرسِهِ | سليمَى ، فحلَّتْ بينَ رمَّانَ فالفردِ |
............ جبأَت القنَا، | وأَرْدَى أَبَاهُ وَقْعُ أَرْمَاحِنَا المُرْدِي |
ونَحْنُ حَشَوْنَا ابْنَيْ شِهَابِ بْنِ جَعْفَرٍ | ضِبَاعَ اللِّوَى مِنْ رَقْدَ، فَادْعُوا عَلَى رَقْدِ |
ونَحْنُ حَصَدْنا، يَوْمَ أَحْجَارِ ضَرْغَدٍ | بقُمرة ٍ عنزٍ، نهشلاً أيَّما حصدِ |
وغَادَرَ زَيْدُ الخَيْلِ سَلْمَى بْنَ جَنْدَلٍ | بوسعِ إناءٍ قوتُهُ منْ ندَى الثَّمدِ |
ونَحْنُ سَبَيْنَا نِسْوَة َ السِّيدِ عَنْوَة ً | ونحنُ قتلنا باللِّوَى كاظمي حردِ |
وعندَ بني سعدِ بنِ ضبَّة َ نعمة ٌ | لنا، لمْ يربُّوها بشكرٍ ولا حمدِ |
فلا منَّة ً ربَّوْا، ولا بكفى ً جزَوْا | وفي زهدهِ ما يرفدنَّكَ ذو الزُّهدِ |
ضربنا بطونَ الخيلِ حتّى تدارَكَتْ | زرارة َ قسراً، وهيَ مصغية ٌ ترْدي |
فقادَتْ لنا المأمومَ في القدِّ عنوة ً | جِنِيباً إلى ضَــبْعَيْ مُواشِكَة ِ الوَخْدِ |
فياقيـ،نُ هلْ حُدِّثتَ يومَ ابنِ ملقطٍ | ويَوْمِيْكَ لابْنِ مُضِرِطِ الحَجَرِ الصَّلْدِ |
ولوْ كنتَ حرّاً لمْ تبتْ ليلة َ النَّقا | وجعثنُ تهبَى بالكُباسِ وبالعردِ |
كما زَعَمُوا إِذْ أنْتَ في البَيْتِ مُطْرِقٌ | ولَوْ غِبْتَ فِيمَنْ غابَ لَمْ تَكُ ذا فَقْدِ |
وبِتَّ خِلافَ القَوْمِ تِغْسِلُ ثَوْبَها | بكفَّيكَ منْ مستكرهِ الصِّائكِ الوَردِ |
وبالعفوِ تسعى ، أوْ بوترِ وترتَهُ، | وكِلْتاهُما، ياقَيْنُ، مَكْرُوهَة ُ الوِرْدِ |
أنا ابنُ مجيرِ الماءِ في شهرِ ناجرٍ، | وقَدْ طَمِعَ النُّعْمانُ في المَشْرَبِ البَرْدِ |
منعنا حمَى غوثٍ، وقدْ دلفَتْ لنا | كتائبَ جاءتْ، وابنُ سلمَى على حردِ |
وكُنَّا إِذا الأحْسابُ يَوْماً تَنازَلَتْ | ودقنا، وخفَّضنا منَ البرقِ والرَّعدِ |
مَلأَنَا بِلادَ الأرْضِ مالاً وأَنْفُساً | مَعَ العِزَّة ِ القَعْساءِ والنَّائِلِ المُجْدي |
لَنا المُلْكُ من عَهْدِ الحجارَة ُ رَطْبَة ٌ | وعهدُ الصَّفا باللِّينِ منْ أقدمِ العهدِ |
لَنَا سَابِقَاتُ العِزِّ والشِّعْرِ والحَصَى | وربعيَّة ُ المجدِ المقدَّمِ والحمدِ |
فقلْ مثلَها، يا قينُ، إنْ كنتَ صادقاً، | وإِلاَّ فَمِنْ أَنَّى تُنِيرُ وَلاَ تَسْدِي |
رأسنا، وجالدْنا الملوكَ، وأعطيتْ | أَوَائِلُنَا في الوَفْدِ مَكْرُمَة َ الوَفْدِ |
فأيُّ ثنايا المجدِ لمْ نطّلعْ بهَا | علَى رغمِ منْ لمْ يطّلعْ منبتَ المجدِ |
وإنَّ تميماً وافتخاراً بسعدِها | بِما لا يُرَى مِنْهَا بِغَوْرٍ ولا نَجْدِ |
كأمِّ حبينٍ، لمْ يرَ النَّاسُ غيرَها، | وغابَ حبينُ حيثُ غابَتْ بنُو سعدِ |