على جمر بابلَ يرقص هذا العراقي ُّ |
منتعلا حفْيهُ الأبدي , |
ومتقدا ً بآنطفاءاته |
تحمّلهُ الأرضُ كل الحقيقة ِ |
وهو يضيف إليها اعتذاراته ِ |
لماذا هنا دمُ تموزَ أغنية ٌ للمطر ْ |
لماذا هنا ( المنتظـَـر ) ؟ |
لماذا هنا شارة ُ الدم ِ عالقة ٌ بالملابس ِ |
والزرع ِ والأغنيات |
لماذا هنا الدم والطينُ يمتزجان |
لتثمرَ بالنخل أرضُ السواد |
لماذا القرامط ُ والزنج ُ وابن ثقيف ٍ وآل بويهٍ |
لماذا البهاء ُ وسلجوق ُ والبرمكيون وابن زياد |
لماذا هنا شهريار |
لماذا التتار |
لماذا الشمال ُ بعيد ٌ هنا ولماذا الجنوب ...... |
لماذا هنا قاتلٌ وقتيل |
لماذا هنا الأرضُ أمثلة ٌ للحرائق |
لماذا جذوع النخيل هنا عمدٌ للحرائق |
لماذا الفراتان لم يغسلا بقعة َ الدم ِ في كل بيت |
لماذا أقام الحسينُ هنا خيمة ً لعصور الدماء |
لماذا هنا كر بلاء |
لماذا هنا بين مكة َ والشام هل ضاقت الأرضُ |
عن بعض شرق ٍ |
وبعض شمال ٍ |
لماذا يعود ُ إلى الكوفة ِ المتنبي |
وقد كان يتسع ُ الموتُ في مصرَ أو في حلب |
لماذا هنا كل هذا التعب |
لماذا هنا ... كلما اقتربَ السرّ ُ من بينه ِ |
عاد ما بينَ بينْ |
*** |
لو أنا الريحُ |
كنت حملتُ العراقَ وألقيته ُ في الصحارى البعيدة ِ |
كي يستريح َ من الرافدين |
فهما منذ بدء ِ الخليقة ِ دين ْ |
رُدّ نهران ِ من دمنا |
تلك كانت مسلتنا |
إنّ سنا ًبسنّ ٍ ... وعينا ًبعينْ |