السُّبات الدَّامي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سبـاتٌ كَنَـدْفِ الثُّلُـوجِ بزحـلَـة | تراكَـمَ فَـوقَ القُـلُـوبِ المُـذلَّـةْ |
سبـاتٌ عَمِيـقٌ .. يُخَيِّـمُ فينـا..! | ويقْتُـلُ روح الأمَـانِـي المُطِـلَّـة |
ويركُـض عبْـرَ النُّخَـاعِ ويسـري | ليهـبِـطَ واديَ يَصْـعَـدُ تَـلَّــة |
غفَوْنَـا يَهُـزُّ سـريـرَ الحَـيَـاةِ | بنا الصَّمت أمّـاً ويُرقـصُ رِجْلَـه |
ويحْـكِـي يُهدهِـدُنـا بالحكـايـا | أساطيـرَ مـاضٍ لِشَخْـصٍ مُوَلَّـه |
وتمضي الدَّوائِـرُ حَمْـراء تهـوي | وتكبُـرُ فَــوقَ غـدائِـر نخْـلَـةْ |
وطـورا .. تصِيـر عُـواء ذئـابٍ | وحينـا خلايـا .. تطـارد نحْـلَـةْ |
سباتٌ رَهيب .. على الأفْـق يشـدو | بآهـاتِ صمْـتٍ .. وأنغَـامَ ذلَّــةْ |
ووحْـشُ الفـلاة يـداعِـبُ فيْـنَـا | طيـورَ الإبـاء .. ويطفـيء غِلّـه |
فحينـا يمـزمِـزُ لَـحْـمَ هـوَانـا | وحينـاً يُـمَـزِّق أشــلاء فـلَّـةْ |
ويَرْصِـفُ بالعظْـمِ دربَ الــرَّدى | وحوشَـاً تُزَمْجِـرُ تُمْسـك ذيـلـهْ |
ويبطِـشُ يَفْتـكُ فِــي كُــلِّ واد | ويقْتُـلُ حَتَّـى مِـنَ القتـل قتلـهْ |
ويبْنـي مـن الحدقـات قـصْـورا | ويشـرب خَمْـرَ عُصـارَةِ مُقْـلـةْ |
ويطهـو لأعْيَـادِهِ الــدَّمَّ خُـبْـزا | وينقـشُ عَظـم الجماجِـمِ شُعْلَـهْ |
فإمَّـا صرخنـا أُكِلْـنَـا جَمِيـعَـا | وإمَّـا صَمَتْنَـا سُحقنـا بوهـلـهْ |
سُـبـاتُ العُـرُوْبَـةِ أنْـهَــارُ دمٍّ | تُلـوِّث مَـاءَ الـفُـرَاتِ ودِجْـلَـه |
وصرخَـاتُ لبنـانَ بَيْـنَ الشَّظَايـا | تَـؤُزُّ بِـنَـارِ المَـواجِـعِ أَهْـلَـهْ |
مَواجِـعُ تـتْـرَى وفــي الآه.. آهٌ | هجيـرُ الحَـيـاةِ يَـرَاهَـا مُقِـلَّـةْ |
جِـراحٌ وسَمْـلٌ نُــواحٌ وقـتْـلٌ | وأشْـلاء شعْبـي تُـرصُّ بسـلَّـهْ |
وتُرمَـى بلـجِّ الوحـوش طعـامـا | ببيْروتَ غزَّةَ .. جيـوسَ .. حَبْلـهْ |
*** | |
لتَشبَـع بعـد النُّـسُـورِ بُـغَـاثٌ | لـهـا الشِّـلْـو أشهى، وأطـيـبُ أكـلَـهْ |
هنـاكَ بَعِيـدا بِأقْصـى الشَّـمـال | وأقصـى الجنـوب تُـذبَّـحُ مـلَّـهْ |
تلـفُّ رؤاهـا بـجُـرحٍ تشـظَّـى | وتصرخ .. تمضي إلى الوحش وجْله |
وتصحـو.. فيصـرخُ إِمَّـا تهـادى | ضياءٌ عَلَـى الأفْـقِ أخطـأ سمْلَـهْ |
وفي كل شِبْر مـن الأرض وحـش | يُطَـارِدُ فِيْهـا ضِـيـاءَ الأهِـلَّـهْ |
ونُـورُ العَقـيـدة يبـهَـرُ عَيْـنـاً | تحـبُّ ظَـلامَ الكُهـوفِ المُمِـلَّـه |
ولابـدَّ يَبْهـرُ عَـيْـنَ الـوحُـوشِ | فتسقطُ رعْبـا عَلَـى حيـنِ غفلـهْ |
وحتمـا إذا شـاء ربِّـي ستصْحُـو | لتفقَـأَ عَيْـنَ الجَـرَائـمِ طِفْـلـهْ |
تربَّـت بحضـنِ القَذَائـفِ عُـمْـرا | تلُـوكُ الشَّظَايـا بخُبْـز المـذلـةْ |