ببَهاءِ وجْهكَ تُشْرِقُ الأنْوارُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ببَهاءِ وجْهكَ تُشْرِقُ الأنْوارُ | وبفضْلِ مجدكَ تفخَرُ الأَشعارُ |
آنَسْتَ أُنْسَ الدَّوْلَة ِ المجدَ الذي | ما زالَ فيهِ عنِ الأنامِ نِفارُ |
بمكارِمٍ نصَرَتْ يداكَ بِها العُلى | إنَّ المكارِمَ للعُلى أنْصارُ |
وإذا الفَتى جعَلَ المَحامِدَ غايَة ً | لِلمَكْرُماتِ فَبَذْلُها المِضْمارُ |
فاسْعَدْ ودامَ لكَ الهناءُ بماجدٍ | طالَتْ بهِ الآمالُ وهْيَ قِصارُ |
لَوْلاهُ فِي كَرَمِ الخَلِيقَة ِ والنُّهَى | لمْ تَكْتحِلْ بشَبيهِكَ الأبْصارُ |
كمْ ليلة ٍ لكَ مالَها مِنْ ضَرَّة ٍ | مِنْهُ ويَوْمٍ ما لَهُ أنظَارُ |
جادَتْ أنامِلُكَ الغِزارُ بهِ الوَرَى | ومِنَ السَّحائِبِ تُغْدِقُ الأمطارُ |
وتتابعَتْ قطراتُ غيثِكَ أنْعُما | إنَّ الكريمَ سماؤُهُ مِدْرارُ |
وأضاءَ مَجْدُكَ بِالحُسَيْنِ وَمَجْدِهِ | وكَذا السَّماءُ تُنِيرُها الأقْمارُ |
قَدْ نالَ أفْضَلَ ما يُنالُ وَقدْرُهُ | أعْلى ولَوْ أنَّ النُّجُومَ نِثارُ |
وجَرَتْ بهِ خَيْلُ السُّرُورِ إلى مِدى | فَرَحٍ دُخانُ النَّدِّ فِيهِ غُبارُ |
وَحَوى صَغِيرَ السِّنِّ غاياتِ العُلى | وصِغارُ ابْناءِ الكِرامِ كبارُ |
يُنبْي الفَتى قَبْلَ الفِطامِ بِفَضْلهِ | وَيَبِينُ عِتْقُ الخَيْلِ وَهْيَ مِهارُ |
لمْ تَلْحَظ الأبصارُ يَوْمَ طَهُورِهِ | إلاّ كُؤُوساً للسرورِ تُدارُ |
فغدوتَ تَشْرَعُ في حلالٍ مُسْكِرٍ | ما كُلُّ ما طَرَدَ الهمومَ عُقارُ |
قَمَرٌ يُضِيءُ جمالُهُ وَكمالُهُ | حتى يُعيدَ الليلَ وهوَ نهارُ |
وَمِنَ العَجائِبِ أنْ تَرُومَ لِمِثْلهِ | طُهْراً وكَيفَ يُطهرُ الأطْهارُ |
قَدْ طَهَّرَتْهُ أبُوَّة ٌ وَمُرُوءَة ٌ | ونَمى بِهِ فرْعٌ وطابَ نِجارُ |
إنَّ العُروقَ الطَّيِّباتِ كَفِيلَة ٌ | لكَ حينَ تُثْمِرُ أنْ تَطِيبَ ثِمارُ |
للَبِسْتَ مِنْ شَرَفِ المناسِبِ حُلَّة ً | بالفخرِ يُسدى نسجُها وَيُنارُ |
فَطُلِ الأنامَ وهلْ ترَكْتَ لفاخِرٍ | فَخْراً وَجَدُّكَ جَعْفَرُ الطَّيَّارُ |
يَنْمِيكَ صَفْوَة ُ مَعْشَرٍ لَوْلاَهُمُ | ما كانَ يُرْفَعُ لِلْعَلاءِ مَنارُ |
وَلّى وَخَلَّفَ كُلَّ فَضْلٍ فِيكُمُ | والغَيْثُ تُحْمَدُ بَعْدَهُ الآثارُ |
إنِّي اقتَصَرْتُ على الثَّناءِ ولَيْسَ بي | عَنْ أنْ تَطُولَ مَناسِبِي إقْصارُ |
ولَرُبَّ قولٍ لا يُعابُ بأنَّهُ | خطَلٌ ولكنْ عَيْبُهُ الإكثارُ |
وأراكَ وابْنَكَ لِلسَّماحِ خُلِقْتُما | قدْراً سَواءً والورى أطْوارُ |
فبَقيتُما عُمُرَ الزّمانِ مُصاحِبَيْ | عَيْشٍ تجنَّبُ صَفْوَهُ الأكْدارُ |