لنا كُلَّ يومٍ هناءٌ جديدُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لنا كُلَّ يومٍ هناءٌ جديدُ | وَعِيدٌ مَحاسِنُهُ لا تَبِيدُ |
وعيشٌ يرفُّ عليهِ النعيمُ | وجدٌّ تظافَرُ فيهِ السُّعودُ |
وَدارٌ يُخَيِّمُ فِيها السَّماحُ | وبابٌ تلاقى عليهِ الوُفُودُ |
ببرئِكَ يا شَرَفَ الدولة ِ اسـ | ـتَفادَ سَعادَتُه المُسْتَفِيدُ |
لَقَدْ دَفعَ اللَّهُ لِلْمَجْدِ عَنْكَ | وأعطِيَ فيكَ النَّدى ما يُريدُ |
فسُهِّلَ منْهُ الطِّلابُ العَسيرُ | وَقُرِّبَ مِنْهُ المَرامُ البَعيدُ |
وَأشْرَقَ ذَاكَ الرَّجاءُ العَبُوسُ | ورُدَّ عَلْينا العَزاءُ الشَّرُودُ |
فَأعْيادُنا مالَها مُشْبِهٌ | وأفْراحُنا ما عَلَيْها مَزِيدُ |
وكيفَ يقوَّضُ عنّا السُّرورُ | وأنْتَ إذا ما انقضى العيدُ عيدُ |
هنيئاً لأيامِ دهْرٍ نَمَتْكَ | ألا إنَّ ذا الدهرَ دهْرٌ سعيدُ |
لَقَدْ طَرَّقَتْ بِكَ أمُّ العَلاءِ | بِيَوْمٍ لَهُ كُلُّ يَوْمٍ حَسُودُ |
رجعت لياليه السُّودَ بيضاً | وأنْتَ على المجدِ تاجٌ عقيدُ |
فعِشْ ما تشاءُ بهِ ضافياً | عَلَيْكَ مِنَ العِزِّ ظِلٌّ مَدِيدُ |
فأنْزَرُ نَيْلِكَ فِيهِ العَلاءُ | وأيْسَرُ عُمْرِكَ فِيهِ الخُلُودُ |
وقلْ لأبيكَ وُقي السُّوءَ فيكَ | كذا فلتُرَبِّ الشُّبُولَ الأُسُودُ |
فلوْلاكَ أعجَزَ أهْلَ الزّمانِ | شبيهٌ لهُ في العُلى أوْ نديدُ |
فبُقِّيتُما ما دَجا غيهَبٌ | وَما ابْيَضَّ صُبْحٌ وما اخضَرَّ عُودُ |
وَلا أخْفَقَتْ فِيكَ هَذِي الظُّنونُ | ولا أخْلَفَتْ مِنْكَ هَذِي الوُعُودُ |
ولي حرمة ٌ بكَ إنْ تَرْعَها | فَمِثْلُكِ تُرْعَى لَدَيْهِ العُهُودُ |
بِأنِّيَ أوَّلُ مُثْنٍ عَلَيْكَ | وَأَوَّلُ مَنْ نَالَهُ مِنْكَ جُودُ |