يَقيني يَقيني حادِثاتِ النوائبِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يَقيني يَقيني حادِثاتِ النوائبِ | وحزمِيَ حزمِي في ظهورِ النجائبِ |
سَيُنْجِدُنِي جَيْشٌ مِنَ العَزْمِ طَالمَا | غَلَبْتُ بهِ الخَطْبَ الَّذِي هُوَ غَالِبي |
وَمَنْ كَانَ حَرْبَ الدَّهْرِ عَوَّدَ نَفْسَهُ | قِرَاعَ اللَّيالِي لاَ قِراعَ الكَتائِبِ |
عَلَى أنَّ لي في مَذْهَبِ الصَّبْرِ مَذْهَباً | يَزِيدُ اتِّساعاً عِنْدَ ضِيقِ المَذاهِبِ |
وما وضعتْ منِّي الخطوبُ بقدْرِ مَا | رَفَعْنَ وَقَدْ هَذَّبَنَنِي بِالتَّجارِبِ |
أخَذْنَ ثَرکءً غَيْرَ بَاقٍ علَى النَّدى | وأعطيْنَ فضلاً في النُّهى غير ذاهِبِ |
فماليَ لا روضُ المساعِي بممرعٍ | لديَّ ولا ماءُ الأمانِي بساكِبِ |
كأن لم يكن وعدي لديها بحائن | زماناً ولا ديني عليها بواجب |
وَحَاجَة ِ نَفْسٍ تَقْتَضِيها مَخَايِلِي | وَتَقْضِي بِها لِي عادِلاتٍ مَناصِبي |
عَدَدْتُ لهَا بَرْقَ الْغَمامِ هُنَيْدَة ً | وأُخْرَى وَمَا مِنْ قَطْرَة ٍ في المَذَانِبِ |
وَهَلْ نَافِعِي شَيْمٌ مِنَ الْعَزْمِ صَادِقٌ | إذا كنْت ذا برْقٍ منَ الحظِّ كاذِبِ |
وَإنِّي لأغْنى بالحَدِيثِ عَنِ القِرى | وبالبرقِ عنْ صوبِ الغُيُوثِ السَّواكبِ |
قَناعة ُ عزٍّ لا طماعة ُ ذلة ٍ | تُزهِّدُ في نَيْلِ الغِنى كُل راغِبِ |
إذا ما امْتَطَى الأقْوامُ مَرْكَبَ ثَرْوَة ٍ | خُضُوعاً رَأَيتُ العُدمَ خيرَ مَراكِبي |
ولو ركب الناسُ الغِنى ببراعَة ٍ | وفضْلٍ مُبينٍ كُنتُ أولَ راكبِ |
وقد أبلُغُ الغايَاتِ لسْتُ بسائرٍ | وأظفرُ بالحاجاتِ لسْتُ بطالِبِ |
وما كُلُّ دانٍ منْ مرامٍ بظافرٍ | وَلا كُلُّ نَاءٍ عَن رَجاءٍ بِخائِبِ |
وإنَّ الغنى مِنِّي لأدْنى مسافَة ً | وأقْربُ مِمَّا بَينَ عَينِي وحَاجِبي |
سأصْحَبُ آمالِي إلى ابنِ مُقَلَّدٍ | فَتُنْجِحُ مَا ألْوَى الزَّمانُ بِصاحِبِ |
فما اشتطَّتِ الآمالُ إلاَّ أباحَهَا | سَماحُ عَلِيٍّ حُكْمَها فِي المَواهِبِ |
إذا كُنْتَ يَوْماً آملاً آمِلاً لَهُ | فكنْ واهباً كلَّ المُنى كلَّ واهبِ |
وإنَّ امرأً أفْضى إليْهِ رَجاؤهُ | فَلَمْ ترْجُهُ الأمْلاكُ إحدَى العَجائِبِ |
مِنَ القَوْمِ لَوْ أنَّ اللَّيالي تَقَلَّدَتْ | بأحْسابِهِمْ لَمْ تَحْتَفِلْ بالكواكِبِ |
إذا أظلمتْ سبلُ السُّراة ِ إلى العُلى | سَروْا فاستضاءُوا بينَها بالمَناسِبِ |
هُمُ غادَرُوا بالعِزِّ حصْباءَ أرضِهمْ | أعزَّ مَنالاً مِنْ نُجومِ الْغَياهِبِ |
تَرى الدَّهرْ ما أفْضى إلى مُنْتَواهُمُ | يُنكِّبُ عَنْهُمْ بالخُطوبِ النَّواكِبِ |
إذا المُنْقِذيُّونَ اعْتَصَمتْ بِحَبْلِهِم | خضبْتَ الحُسامَ العضْبَ منْ كلِّ خاضِبِ |
أولئكَ لم يرضَوْا من العزِّ والغِنى | سِوى ما اسْتَبَاحُوا بالقِنا والْقَواضِبِ |
كأنْ لم يُحَلِّلْ رِزْقَهُمْ دينُ مجدِهِمْ | بغيرِ العوالي والعِتاقِ الشَّوازِبِ |
إذا قربُوهَا للقَاءٍ تباعَدَتْ | مسافة ُ ما بينَ الطُّلى والذوائِبِ |
إذا نَزَلُوا أرْضاً بِها المَحْلُ رُوِّضَتْ | وما سُحِبَتْ فيها ذيُولُ السَّحائبِ |
بأنْدِيَة ٍ خضْرٍ فِسَاحٌ رِباعُهَا | وأودية ٍ غزرٍ عِذابِ المشاربِ |
أرى الدَّهْرَ حَرْباً للمُسالِمِ بَعْدَما | صحبناهُ دهْراً وهو سِلمُ المُحاربِ |
فَعُذْ بنهاريِّ العداوة ِ أوحدٍ | مِنَ القَوْمِ لَيْليِّ النَّدَى والرَّغائِبِ |
تنلْ بسديد الملكِ ثروة َ مُعدِمٍ | وَفَرجَة َ مَلهُوفٍ وعِصْمَة َ هارِبِ |
سعى وارثُ المجدِ التليدِ فلمْ يدَعْ | بِأفْعالِه مَجْداً طَرِيفاً لِكاسِبِ |
يُغطِّي عليهِالحزمُ بالفِكَرِ التي | كشفْنَ لهُ عمَّا وراءَ العواقِبِ |
ورأْيٍ يُرِي خلْفَ الرَّدى منْ أمامِهِ | فَما غَيْبُهُ المَكْنُونِ عَنْهُ بِغائِبِ |
بقيتَ بَقاءَ النَّيِّرَاتِ ومِثْلَها | عُلوًّا وَصوْناً عَنْ صُرُوفِ النَّوائِبِ |
ودامَ بَنُوكَ السّتة ُ الزُّهرُ إنَّهُمْ | نُجومُ المَعَالِي فِي سمَاءِ المَنَاقِبِ |
سللْتَ سِهاماً منْ كِنانة َ لمْ تزلْ | يقرطِسُ مِنها في المُنى كلُّ صائِبِ |
فأدْرَكْتَ مَا فَاتَ المُلوكَ بِعَزْمَة ٍ | تَقُومُ مَقَامَ الحَظِّ عِنْدَ المُطَالِبِ |
ومَا فُقْتُهُمْ حَتَّى تَفَرَّدَتْ دُونَهُمْ | برأْيِكَ في صَرْفِ الخطوبِ اللوازِبِ |
وما شرفتْ عنْ قِيمة َ الزُّبَرِ الظُّبى | إذَا لَمْ يُشَرِّفْهَا مَضاءُ المَضَارِبِ |
تَجَانَفْتُ عَنْ قَصْدِ المُلُوكِ وعِنْدَهُمْ | رغائبُ لمْ تجنحْ إليها غرائبِي |
تناقَلُ بِي أيدِي المَهَارى حثيثة ً | كَمَا اخْتَلَفَتْ فِي الْعَقْدِ أنْمُلُ حَاسِبِ |
إذا الشوقُ أغراني بذكركَ مادحاً | تَرَنَّمْتُ مُرْتاحاً فَحَنَّتْ رَكائِبِي |
بَمَنْظُومَة ٍ مِنْ خَالِصِ الدُّرِّ، سِلْكُها | عَرُوضٌ، ولكنْ دُرُّهَا منْ مناقِبِ |
تُعَمَّرُ عُمْرَ الدَّهرِ حَتَّى إذا مَضَى | أقَامَتْ وَما أرْمَتْ علَى سِنِّ كَاعِبِ |
شعرْتُ وحظُّ الشعرِ عند ذوِي الغِنى | شبيهٌ بحظِّ الشيبِ عند الكواعبِ |
وَما بِيَ تقصِيرٌ عَنِ المَجْدِ والْعَلى | سِوَى أنَّنِي صَيَّرْتُهُ مِنْ مَكاسِبِي |
يُعدُّ من الأَكفاءِ مَنْ كانَ عنهُمُ | غنياً وإنْ لمْ يشأهمْ في المراتِبِ |
ولوْ خطرتْ بي في ضميركَ خطْرَة ٌ | لَعادَتْ بِتَصديقِ الظُّنُونِ الكَواذِبِ |
وأصبحَ مخضرّاً بسيبكَ مُمرعاً | جَنَابِي وَمَمْنوعاً بِسَيْفِكَ جَانِبي |