أرشيف الشعر العربي

صدفاتُ المستنقع

صدفاتُ المستنقع

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

لا تعجبْ يا صـاحِ إذا علقَتْ

في شصِّكَ ضُـفْـدَعْ

فلقد ألقيتَ الصِّنَّاراتِ بِوَحلِ المُستَنقَعْ

وعُيونُك يَملؤُهَا الشَّبقُ الفِضِّيُّ المُزرَقْ

تترنَّمُ

تستكنهُ

تتطلعُ في جبروتِ الصَّخرِ علىْ

نـورِ العتمةْ

لهُنَـاك ... هُنَـا

وهنا... لا يوجدُ بحرٌ

أو رحـبٌ ، أو حبـرٌ، أو حتَّى حـربٌ

تتحلَّبُ من غيمِ المِلحْ

بل يوجدُ سـربُ بعوضٍ

يَمتصُّ سُّهَادَك من جفنيكَ النَّافِرَتَينِ

كثورٍ هائجَ في البرِّيَّةْ..

لا تنظرْ خلفَ الخلفْ

لا تتقدم تتأخَّر خُـطوَةْ...

فوراءَ أمامِكَ جُرفُ الأُخدودِ النَّامي فـيْ

كفِّ الزُّرقَـة

والبحرُ هناكَ ...هناكَ...ولا

موسى في التِّيهِ يُنَادِيكَ

حدِّقْ.. حدِّقْ...عذراً.

إنِّي إنسانُ وذاكرَتِي

كالطُّحلُب فوقَ الصَّخرِ

تَنَاوشَهَا الزَّبَدُ الماضِي.

لا وقـتَ لأسألَ : كيـفَ أَتَيت...؟

خَبِّئ عُكَّازَتَكَ الورقيَّةَ كـيْ لا تبتَـلْ

واقفز فوقَ الحبلِ المُمتَدِّ بجوفِ محارَه

وتسلَّل من تَحتِ الثُّعبانِ

المُلتفِ على جـذعِ الرُّعـبْ

لا تنسَ بساطَ الرِّيحِِ

وواصلْ رحلتَكَ الأُولَى

بَحثاً في شُطآنِ الدُّنيَا

عن شطٍّ خبَّأتَ كُنُوزِ عُيُونِكَ فِيهِ

لكي لا تنفـرَ مِـنْك الغِـزلانُ السَّودَاءُ

إذا طاردتَّ الوحشَ الأبيض

َبـحثـاً عـن قلبـك فـيْ قُمقُمِهِ

الصَّدفيِّ الأخضرْ

ودفنتَ مواجعَكَ الزَّرقَاءَ الأُولى

فـيْ صخْـرِ مواجِعِهِ.

ونسيتَ السِّرْ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (خضر محمد أبو جحجوح) .

صدفاتُ المستنقع

الزَّحـف

دمدمة

الصدى والبوح

نَـــشــــيــــجٌ


مشكاة أسفل ٢