أرشيف الشعر العربي

أفراح العنادل

أفراح العنادل

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

هل من يُعبِّيء في سلالي؟ شمس السماء مع الهلالِ

حتى أعـودَ محمّلاً بجنَـى البَـهاءِ مِـن الغِـلالِ

***

يا أخـوتي هيَّـا نَشُـدُّ مَـتاعَـنا فـوقَ الرِّحالِ!

حتَّـى نُقـدِّمُ للسَّوافـي مِـن لَـياليها الخوالي...!

وكرا تعطَّر تُربه بـدمِ الكَـمـالِ مـع الجَـمـالِ

هيَّا لنرحلَ؛ كي يكـونَ كَـلامُـنَا قـدرَ الفِـعَالِ

***

صمتا.. فقـد أزف الرَّحـيلُ، وشمسنا خلف التلالِ

ترنـو إلينا.. فـي بكـاءٍ مـنْ مُـعاناةِ السُّـؤالِ

(ماذا دهـا العشاقَ حتَّـى يركضوا خلف المحالِ؟!

ويعاودوا التِّرحال كالغِـزلانِ ما بين الجبالِ...؟!)

ثم اختفت تنضو أشعَّتـها علـى صـدرِ الرِّمـالِ

كي تمنـحَ الآفـاقَ والأحْـداق من ولـهِ الدَّلال!

***

يا شمسُ إني راحِـلٌ وعَـلى جَـدائـلك الطُّـوالِ

أنا ذاهـبٌ لحَـبِـيبتي ، ووصَـالُها صعب المنالِ

فصبيَّـتي فـي السَّبيِّ والأحزان ترسف في الهزالِ

أنا ذاهـبٌ لأفكَّـها بِبَـهائهـا .. والمهـرُ غـالِ

والمهْـرُ مِـنْ دَمِـنَا سَنَـدفَعه، على أمل الوصالِ

هاتـي ... جَـدائـلَكِ الشُّعاع لأمتطي سفن القتالِ

مِـنْها سأصـنَـعُ مَـرْكبي ، وبها سأنزل للنضالِ

وسلاحـي .. التَّحـنانُ والأَمَـلُ المُقدَّسُ واحتمالي

بالحـبِّ والإيمـانِ ، والإخْـلاصِ يَزداد اشتعالي

مهمـا تَـطاولَ ظُـلمهم .. لا لن يفلوا من نصالي

لكنَّـنِـي سَأسـنُّ مِـن حجـرِ الطَّريق لهم نبالي

وأظلُّ بالسِّكِّـينِ أضْـربُ دون خَـوفٍ أو مـلالِ

هيَّـا رِفَـاقي ودِّعوا هـذي الخـمائِـلَ بانْسلالِ

لا تُقلقوا ورد الـرُّبى مـا بيـنَ صَخب وانشغالِ

لا تفزعوا تلك الطُّيور على الأفَـانيـنِ العَـوالي

صمتا ... فقد أزف الرحيل وطيرنا فوق الأعالي!!

والبلبلُ الوَلْـهانُ يَـبْكي – يا رفَاقي – في ابتهالِ

يرنو إلينا في خشوعٍ .. مـنْ دُمُـوعٍ كاللآلـي...

تتحدّرُ الدمعاتُ – دمعـي خَـلْفها – تهوي حيالي

هَـلْ من يعبؤها الدُّموعَ ... بقلَّتي أو في سلالي؟!

وسمعْتُـه يَحـكي .. لِيُـوصِلَنا بأحزان المقالِ...

(لا تدمعوا يا أخوتي .. ما الدَّمعُ من شيـم الرِّجالِ

لكنَّنـي أَبْـكي علـى عَصْـرٍ تولَّـى كالخَـيالِ

ما بين أحبابي الألى .. كانوا هُـنا بيـنَ الظِّـلالِ

والوردُ يرقص حولنا .. ذات اليَـمينِ أو الشِّـمالِ

فإذا بهـمْ تركـوا زُهُـورَ خَـميلتـي مثل الزوالِ

ذهبـوا إلى أفق تجلَّى فـي متاهـات المجـالِ..)

يا بلبلي كفكـفْ دُمُـوعَـكَ يا صَـديْقِي لا تبالي

هدهـدْ قُلَـيْبَـكَ ، إنَّـنِـي أَبـدا سأرحل للمعالي

لأعيـد أفـراح البلابـلِ ، والعَـنَـادِلِ واللَّيـالي

وغداً سنـنـعمُ كـلُّنا والبحـر مـا بيـنَ الدَّوالي

ونعيـدُ لِلْقُـدْسِ الأبيَّة عـزَّهـا بلظَـى النِّـزَالِ

ونبيدُ أجـنادَ الأعـادي كُـلَّـهـا.. بعـد الضلالِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (خضر محمد أبو جحجوح) .

حُشاشةُ الوتر

صدفاتُ المستنقع

دمدمة

حوارية الأسر

أفتش عنك وعنّي (بكائية وطن ...)


مشكاة أسفل ٣