أرشيف الشعر العربي

الزَّحـف

الزَّحـف

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

آت ... أنا أماه من عصف الرؤى بيْـن الجَـداولْ

لتصير هذي الأرض من عشقي خمَـائِلَ في خَمائل

أرضعتِنـي عـشْـقَ التَّصَدِّي، والعقيدةَ كالأوائل

فغدت حياتي بالجـهَـادِ شظيَّة ودمِـي فَـتَـائِـلْ

لا السجنُ يا أمَّـاهُ يثْـنيني ، ولا حَـزُّ السَّـلاسِلْ

فالسجن يشعل في المـدى روح العَـقِيدةِ للمناضلْ

ويحيلُ عمق الجرح جذرا .. تزدهي منْـهُ الفَسائلْ

أنا رعشة الإيمان في قَـلْـبـي كهَـزّات الزَّلازلْ

لا السجنُ يرهبني ، ولا شفْرات هاتـيكَ المقاصلْ

نوري يشعُّ ، وثورتِـي نَارٌ .. وأصوات المراجل

ومرابط بعقِيدتِـي كالشُّـمِّ فـي وجْـهِ النَّـوازِلْ

وبعزمتـي دمْـدَمْت كالبركان .. دمرت التنازلْ

ومضيت أمتشق المدى، خلف الرَّدى سيفا يصاولْ

جاهدت قلبي مدفع .. والرُّوح مـع روحـي تُقاتلْ

حار الرَّدى مما جرى .. لمَّـا رأى دمِّـي يواصل

وسنابلا يزهـو إذا سالـتْ جِـراحِـي من سنابلْ

آت أنا أُمَّـاهُ مِـنْ سِجْـنِـي علـى دربي أواصلْ

هاتوا لي الرَّشاش يا إخـوانُ مَـعْ حِـزَمِ القَـنَابلْ

لأذيب وجه البطش والجـبروت في وهج المشاعلْ

وأريق دمّ الزِّيْـفِ والطغيان فـي وجْـه القَـبائلْ

أزف الرَّحيلُ .. فبلِّغوا رابِـيْنَ مـع جيش المهازل

أنَّا على درب الشهادة .. والرَّصاص هو المُفاصلْ

موتوا هنا .. خير لكم من قبل أن تُلقـى القنـابل

ولتركضوا نحو المصير إلـى الزوال كمـا الأيائلْ

وتدجَّجوا .. وتمتْرَسُـوا .. ولتنسفوا كلّ المَـنَازلْ

ولتقتلوا .. ولتذبحُـوا .. ولتَشْـرَبُـوا دمع الثواكلْ

ولترشفوا نهر الدِّماء – حنانـكم – إنَّـا نُناضـل

ولتأكلونـا – إنْ أرَدتّـم – مزمزوا لحم المفاصلْ

فسـتنْـدمون .. وترجعون بغَصَّة المَـوت المماثل

مـوتوا إذن .. إنَّ الكتائـبَ أَعْلـنّـتْها لا تَنـازُل

ستطهِّر الأرض التي دستـمْ عليـها والمعَـاقِلْ

من مبلغٌ عنِّي المُفَـاوِضَ والمُـقَـامِر والتّنابلْ ؟!

أنَّ الرّصاصَ هو الخلاصُ ولا خلاص مع التخاذلْ

عُـودُوا إذن .. مِـن قبل طوفان التَّحدّي للفصائل

لا صلـحَ يا ثُـوَّارُ يا قوَّادُ مع عفَـن المزابـلْ!!

إنَّ اليهودَ هم اليهود ،.. ولا سلام مع المخاتِـلْ

عارٌ على الثُّـوارِ ".. أَنْ بَاعوا الكَرامة بالشَّواقل"

عار على الثوار ".. أن يلقوا السّلاح مـع الفضائل"

ويواصلون تذلُّل الكَـلْبِ العَقُـور إلـى المحافِـلْ

......

....

هذي جـراحُ الشَّـعب قائلـة .. وآهـات الأراملْ

لا صلح .. لا تطبيع .. لا تضييع ، أو حتى تجادل

روح الكَـرَامَـةِ طَـلْـقَةٌ مَـوَّارةٌ بِـيَد المناضلْ

ودمٌ يمـدُّ الأرض بالإصرار والعَــزْمِ المساجلْ

*** ***

وأنا الأعاصِـر ألْـف قَـاذِفـة بقلـبـي للقـنابلْ

وأنا المنية قادم فـوقَ الجـبال وفي السَّـواحِـلْ

ماضٍ أنا أمَّـاه تتبـعنـي الكـتـائب في جحافلْ

ودمي يشع بنوره ،.. ونـجـوم أعدائـي أوافـل

والحور تهتف.. يا شهيدُ أنـرت ما أحلى التواصل

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (خضر محمد أبو جحجوح) .


ساهم - قرآن ١