ما أَعجب الحبّ في مذاهبه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما أَعجَبَ الحُبَّ في مَذاهِبِه | ما يَنقَضي القَولُ في عَجائِبِه |
يُفسِدُ ذا الدّينِ بَعدَ عِفَّتِه | وَيُذهِلُ المَرءَ عَن مَآرِبِه |
الحُبُّ نارٌ وَلا خُمودٌ لَها | تَترُكُ ذا اللُّبِّ جدّ عازِبِه |
ثُمَّتَ تَرفَضُّ في مَفاصِلِه | فَتُشعِلُ السُّقمَ في جَوانِبِه |
لَيسَ أَخو الحُبِّ مَن يَمَلُّ وَلا | مَن يَطرَحُ الحَبلَ فَوقَ غارِبِه |
يَأخُذُ مِنهُ الَّذي يَطيبُ لَه | غَيرَ صَبورٍ عَلى نَوايِبِه |
لَم أَرَ داءً وَلا دَواءَ لَه | إِلَّا وَفي الحُبِّ ما يُقاسُ بِه |
* * * | |
سائِل عَنِ الحُبِّ من تَضَمَّنَه | ما شاهِدُ الأَمرِ مِثلُ غايِبِه |
ما جَرَّبَ الحُبَّ فَوقَها أَحَدٌ | إِلَّا رَأى المَوتَ في تَجارِبِه |
وَلا رَأى المَوتَ في تَجارِبِه | إِلَّا فَتىً مُخلِصٌ لِصاحِبِه |
انظُر إِلى المُؤمِنِ الَّذي اِجتَمَعَت | أَلسِنَةُ النَّاسِ في مَناقِبِه |
مِن بَعدِ سجَّادة مرَكَّبَةٍ | تَلوحُ لِلعَينِ فَوقَ حاجِبِه |
وَلِحيَةٍ كَالمِجَنِّ وافِرَةٍ | أَليقُ شَيءٍ بِحُفِّ شارِبِه |
لا يَرفَعُ الطَّرفَ في السَّماءِ من ال | إِشفاقِ وَالخَوفِ من مُحاسِبِه |
* * * | |
أُتيح لِلحَينِ وَالقَضاءِ لَهُ | مَن قَصَّرَت عَنهُ كفُّ طالِبِه |
اِنسَكَبَ الحَسنُ فَوقَ جَبهَتِه | فَمَرَّ يَجري إِلى ترايِبِه |
ثُمَّ تَوافى إِلى أَظافِرِه | فَاِنطَمَسَت ثمَّ عَينُ عايِبِه |
ثُمَّ أَعادَت عَلَيهِ ثانِيَةً | فَثَبَّتَ الحُسنَ كَفُّ ساكِبِه |
فَالحُسنُ فيهِ مُضاعَف وَلَهُ | شيمَةُ بُخل عَلى مطالِبِه |
لَم يَخلِقِ اللَّهُ مِثلَهُ أَحَداً | في مَشرِقِ الأَرضِ أَو مَغارِبِه |
كَأَنَّهُ دُميَةٌ مُصَوَّرَةٌ | يَعبُدُها القَسُّ في مَحارِبِه |
* * * | |
صَوَّرَها راهِبٌ وَزَخرَفَها | فَاِبتَزَّها القَسُّ دونَ راهِبِه |
تَنازَعاها كِلاهُما حَنِقٌ | يَفقَأ بِالسِّنِّ عَينَ صاحِبِه |
وَأَجلَبَ القسُّ أَهلَ بيعَتِه | وَجاءَ يَختالُ في كتايِبِه |
فَصانَها دونَ ما حَوَت يَدُه | مِن جُلِّ مالٍ وَمِن رَغايِبِه |
يَسطو عَلى أَهلِ بيعَتِه | كَسَطوِ كِسرى عَلى مَرازِبِه |
تَبكي اِبن عَبَّاد إِنَّ لَه | فَضلاً سَأُبدِيهُ غَير كاذِبِه |
في لَفظِهِ غنَّةٌ يخالُ بِها | دُراً جَرى مِن سُلوكِ ثاقِبِة |
إِذا عَلا مَوضِع الحقابِ وَقَد | ضَمَّ يَدَيهِ عَلى مَناكِبِه |
واهاً لَهُ مركباً لِراكِبِه | لا خَيَّبَ اللَّهُ سَعيَ جالِبِه |