شمعتان للممر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
(1) | بيننا جبلٌ من جليدْ ، | جبلٌ من حديدْ ، | جبلٌ من ورقْ . | أنتَ لستَ تريدُ إذابتَهُ | فلماذا الأرقْ ؟ | (2) | قطرةٌ من نَدى | تُعَرّي مساءتِنا في الصباحِ . | فننقُضُها ، | موعداً ، | موعدا . | (3) | على رسلِها تتهادَى .. | تعرّضَ لي طيفُها في المنامِ ، | ولما أفَقْتُ ، | تَمادَى .. | (4) | في ليالٍ | لها عِطْرُها وارْتِعاشاتُها : | أتّقِي البردَ | كي أنْمحِي بينَ دقّاتِ قلبي | ودقّاتِ ساعتِها | وأموتْ . | (5) | ليس بيني وبينكَ ، | إلا الظلامُ الذي يحجبُ الزيفَ . | فلتُشْعِل النارَ | حتى تَرانِي . | (6) | طريقُكِ يا ابْنةَ عمّي ، | طريقي الذي لن أمُرَّ عليهِ مرورَ الكِرامْ . | طريقٌ ننامُ بأوّلِهِ صامتَيْنِ ، | ونصحو بآخرهِ ، | فينامُ الكلامْ . | طريقٌ تجاوَزَنا والسّلامْ . | (7) | هنا تنتهي مثلما بدأتْ ، | قصّةُ الدّائرةْ . | رجلٌ غابَ منذُ الطفولةِ في الشّعرِ | وامرأةٌ تنتظرْ . | - ليسَ بينهُما ما يقولُ : بأنّ السماءَ | ستُودِعُ في الأرضِ | ما لا تُطيقُ من الوردِ | - بينهُما كل شيءٍ يقولُ : بأنّهُما شمعتانِ | تضيئانِ هذا المَمَرْ .. | (8) | ضربَ الخيمةَ ، | لم يدرِ بأيّ الأرضِ كانْ . | فإذا ما لَمَحَ النجمةَ في الليلِ ، | اهْتَدَى .. وسَرَى .. | وجدَ الأحبابَ ، | بعد الغيبةِ العُظمَى | بلا دمعٍ ، | على تلكَ الذُّرَى .. | فانْمحَى كالظِّلِّ ، | في الليلِ ، | - بلا نجمٍ - | ولم يدرِ ، | بأيِّ الأرضِ كانْ . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إبراهيم محمد إبراهيم) .