اللحظة العمر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
في حضرةِ الطّقسِ الأخيرِأيها الطارقُ | من أنتَ، | ومن أين أتيتْ ؟ | إن هذا البابَ لا يُفضي لبيتْ. | أتراهُ البردُ أزرى بكَ | كالعصفورِ | تلتفُّ على أُكْرَةِ بابي ؟ | تنقُرُ الصمتَ | وتلهو بغيابي .. | لو تمهّلتَ، | لكان السّبقُ للشعرِ | وكانَ الشّعرُ لكْ. | لو تعجّلتَ، | لكحّلتَ الصباحاتِ بأسرارِكَ | واسْتأثَرْتَ في الليلِ | بقلبٍ | قبلَ أن تفطنَ للحب شفاهي قبّلكْ. | لحظةٌ، | كنتُ بها القاتلَ | والمقتولَ | والخنجرَ | والجرحَ | فمن كنتَ ..؟ | أمِمّا يذرُ الليلُ من الطلِّ على الورودِ | تسلّلْتَ إليّا ؟ | أم من الصُبحِ الذي لم يأتِ بعدُ | اجْتاحَكَ الشوقُ إلى ماضيكَ، | فاسْترْشَدْتَ بالوهمِ عليّا ؟ | ما أنا بعد تجنّيكَ سوى لحنٍ تلاشى خلفَ هذا البابِ | فلْتَبْقَ على أكرتِهِ، | تتلو حكاياكَ .. | وترثي غدَكَ الموؤودَ في الأمسِ صبيّا. | هرِمَ اللّيلُ ، | أدِرْ ظهْرَكَ للّيلِ ، | وقُلْ كُنتُ هُنا .. | زائِراً تاقَ إلى غُربتِهِ لمّا دَنا | ولْيكُنْ عُذرُكَ | أنّي وطَنٌ | ينْبُشُ فيما تنبُشُ الغُربةُ فيهِ وطناً | لحظةٌ، | نامَ بها العُمرُ قريرَ الشّوقِ | مابينَ ذِراعَيْكَ | فكُنتُ اللّحظَةَ الأقصرَ في العُمرِ | وكُنتَ العُمرَ | واللّحظَةُ في صدرِكَ تغشى الزّمنا. | ما لهذا الرّحْبِ | أمسى مَهْبطَ الأشباحِ ؟ | وارتدَّ عن الشّعرِ | وقد كانَ لأدنى ما يبُثُّ القلبُ | كانَ المسكنا .. | فلْيكُنْ عُذريَ | أنّي قلمٌ | يكتُبُ ما لا يفْقَهُ الخَوْفُ | فَرِدْ حوضيَ | تَقرأُنِي كما كنتَ .. | وإلاّ ، | فانتظرْ بالبابِ | حتى آخرَ العُمْر | هباءً .. | وتضهَجّى المُبْهَما. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إبراهيم محمد إبراهيم) .