لم أر مثل الفتيان في غبن ال
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَم أَرَ مِثلَ الفِتيانِ في غَبَنِ ال | أيّامِ يَنسونَ ما عَواقِبُها |
يَنسونَ إِخوانَهُم وَمَصرَعَهُم | وَكَيفَ تَعتاقُهُم مَخالِبُها |
ماذا تَرَجّي النُفوسُ مِن طَلَبِ الخَيْ | ر وَحُبُّ الحَياةِ كارِبُها |
تَظُنُّ أَن لَن يُصيبَها عَنَتُ الدَه | ر وَرَيبُ المَنونِ صائِبُها |
ما بَعدَ صَنعاءَ كانَ يَعمُرُها | وُلاةُ مُلكٍ جَزلٌ مَواهِبُها |
رَفَّعَها مَن بَني لَدى قَزَعِ ال | مُزنِ وَتَندى مِسكاً مَحارِبُها |
مَحفوفَةٌ بِالجِبالِ دونَ عُرى | الكائِدِ ما تُرتَقى غَوارِبُها |
يَأنَسُ فيها صَوتُ النُهامِ إِذا | جاوَبَها بِالعَشِيِّ قاصِبُها |
ساقَت إِلَيها الأَسبابُ جُندَ بَني الْ | أحرارِ فُرسانُها مَواكِبُها |
وَفُوِّزَت بِالبِغالِ توسَقُ بِالْ | حتفِ وَتَسعى بِها تَوالِبُها |
حَتّى رَآها الأقوال مِن طَرَفِ ال | مُنقَلِ مُخضَرَّةً كَتائِبُها |
يَومَ يُنادونَ آلَ بَربَرَ وال | يَكسومُ لا يُفلِتَنَّ هارِبُها |
فَكانَ يَومٌ باقي الحَديثِ وَزا | لَت أُمَّةٌ ثابِتٌ مَراتِبُها |
وَبُدِّلَ الفَتحُ بِالزَرافَةِ وَالْ | أيَام جونٌ جَمٌّ عَجائِبُها |
بَعدَ بَني تُبَّعٍ نَخاوِرَةً | قَدِ اِطمَأَنَّت بِها مَرازِبُها |
وَالحَضرُ صابَت عَلَيهِ داهِيَةٌ | من فَوقِهِ أَيِّدٌ مَناكِبُها |
رَبِيَّةٌ لَم تُوَقِّ وَالِدَها | يُحِبُّها إِذ أَضاعَ راقِبُها |
إِذ غَبَقَتهُ صَهباءَ صافِيَةً | وَالخَمرُ وَهلٌ يَهيمُ شارِبُها |
وَأَسلَمَت أَهلَها بِلَيأَتِها | تَظُنُّ أَنَّ الرَئيسَ خاطِبُها |
في لَيلِةٍ لا يُرى بِها أَحَدٌ | يَحكي عَلَيها إِلّا كَواكِبُها |
فَكانَ حَظُّ العَروسِ إِذ جَشَر الْ | صُبحُ دِماءً تَجري سَبائِبُها |
وَخُرِّبَ الحَضرُ وَاِستُبيحَ وَقَد | أُحرِقَ في خِدرِها مَشاجِبُها |