أَمّا النَحيبُ فَإِنّي سَوفَ أَنتَحِبُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَمّا النَحيبُ فَإِنّي سَوفَ أَنتَحِبُ | عَلى الأَحِبَّةِ إِن شَطّوا وَإِن قَرُبوا |
ضَلِلتُ في فُرضَةِ الكَلّاءِ مُكتَئِباً | أَبكي عَلَيها بِعَينٍ دَمعُها سَرِبُ |
لَما نَظَرتُ إِلى بُعدِ المَزارِ بِهِم | فَعُدتُ أَبكي عَلى نَفسي وَأَنتَحِبُ |
ما ضَرَّ مَن كانَ يَنأى عَن أَحِبَّتِهِ | أَلّا يُمَدَّ لَهُ في عُمرِهِ سَبَبُ |
يا ساكِنَ الكوفَةِ اللاهي بِلَذَّتِهِ | ما مالَ بي عَن حَبيبٍ غَيرِكَ الطَرَبُ |
قَد كُنتُ بِالبَصرَةِ المَغبوطِ ساكِنُها | إِنَّ التُقى وَالصِبا فيها لَمُصطَحِبُ |
إِنّي نَظَرتُ إِلى الحورِ الحِسانِ بِها | وَإِنَّما هَمُّهُنَّ اللَهوُ وَاللَعِبُ |
إِنَّ العَتيكَ لَحَيُّ ما مَرَرتٌ بِهِ | إِلّا رَجَعتُ وَرَوحي فيهِ مُستَلِبُ |
عِندَ الخُرَيبَةِ غيدٌ قَد صَبَونَ بِنا | مِثلُ المَها في رِياضٍ حَولَها العُشُبُ |
كُثبانُ رَملٍ إِذا اِرتَجَّت أَسافِلُها | ما لَت بِأَثمارِها مِن فَوقِها القُضُبُ |
ما مَرَّ بي رَجَبٌ إِلّا نَعَمتُ بِهِ | يا حَبَّذا رَجَبٌ لَو دامَ لي رَجَبُ |
لَمّا ظَهَرتُ لَها بِالمِربَدِ اِحتَجَبَت | مِنّي وَما كادَ نورُ الشَمسِ يَحتَجِبُ |
فَبادَرَتها بِوَحيِ القَولِ خادِمُها | فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت أَمرُ ذا عَجَبُ |
قالَت أَنيلي فَتىً يَهواكِ مُذ زَمَنٌ | قَد مَسَّهُ في هَواكِ الضُرُّ وَالتَعَبُ |
قالَت نَعَم أَنتَ تَهوانا فَقُلتُ لَها | أَيِ وَالوِصالِ الَّذي أَرجو وَأَطَّلِبُ |
لا هَنَّأَ اللَهُ عَيني مِنكِ نَظرَتَها | إِلَيكِ إِن كانَ لي في غَيرِكُم أَرَبُ |
فَلَو تَراني وَخَدّي فَوقَ راحَتِها | وَقَد تَدانَت وَلَمّا تَفعَلِ الرُكبُ |
ثُمَّ اِفتَرقنا وَلَم نَأثَم وَنَحنُ كَذا | نَهوى التَلاقي وَما مِن شَأنِنا الرِيَبُ |
وَقَهوَةٍ مِنَ بَناتِ الكَرمِ صافِيَةٍ | صَهبا يَهودِيَّةٍ أَربابُها العَرَبُ |
تُنمى إِلى الشَمسِ في إِغذائِها وَلَها | مِنَ الرَضاعَةِ في حَرِّ الهَجيرِ أَبُ |
حَمراءَ إِن بَرَزَت صَفراءَ إِن مُزِجَت | كَأَنَّ فيها شَرارَ النارِ تَلتَهِبُ |
مُحمَرَّةٌ كَفُّ ساقيها بِحُمرَتِها | كَأَنَّما هُوَ بِالفِرصادِ مُختَضِبُ |